جامعة النجاح الربيعية: التطوع فرصتنا… لبناء المستقبل

بقلم: صوفية الصافي

عدسة: محمد الكاموس

اختتمت نهاية الأسبوع الماضي بمراكش فعاليات الجامعة الربيعية تحت شعار: التطوع فرصتنا لبناء المستقبل، و التي هي مشروع لمركز النجاح و التنمية- المغرب، و بشراكة مع راديو النجاح، و مجموعة من الشركاء، حيث احتضن أنشطتها المركز الثقافي الحي الحسني، على مدى أربعة أيام.

شهدت الجامعة الربيعية حضور أزيد من ثمانين مشارك و مشاركة، من مختلف مدن المملكة من قبيل: مراكش، الدار البيضاء، القنيطرة، طاطا، تطوان، ازرو، اكادير، تيزنيت، و غيرها.

تنوع برنامج الجامعة و الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس 6 أبريل 2017، باستقبال و تسجيل المشاركين، و تلاها محاضرة افتتاحية حول تجربة مركز النجاح و التنمية التطوعية، من تأطير المدير العام لمركز النجاح و التنمية- المغرب: مولاي محمد الإسماعيلي.

 

فكما صرح لجريدتنا أن اختيار مفهوم التطوع لم يأتي عشوائيا، بل لإعادة الإعتبار له، و إعادة تعريفه لأفراد المجتمع المغربي، خصوصا الذين حضروا فعاليات الجامعة، و التي قدمت لهم العديد من الندوات و الورشات المتخصصة التي تقدم لأول مرة.

فمن خلال محاضرة الأستاذ مولاي محمد الإسماعيلي، تم التعرف على المسيرة التطوعية لبعض أعضاء و مؤسسي مركز النجاح و التنمية- المغرب.

 

أما بخصوص الرسالة التي تريد بعثها جامعة النجاح الربيعية للشباب، هي الإقبال على التطوع و أن يعيدوا الإعتبار لهذا المفهوم في ثقافتهم الشخصية، و ثقافتهم الإجتماعية، لأنه عامل مهم في بناء المجتمع، و أن يعملوا على تنزيله كمشروع سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي.

 

عرف اليوم الثاني من فعاليات الجامعة، محاضرة حول ” آفاق التطوع في المجتمع المغربي”، من تأطير أستاذ علم السياسة و القانون الدستوري بكلية الحقوق بمراكش:  محمد الغالي، حيث تم التركيز من خلال مداخلته على مفهوم التطوع كما صرح لنا الأستاذ الغالي، و يضيف: ” تم التأكيد على أن التطوع هو قيمة أساسية في المجتمع، و هو مصدر لتحقيق التلاحم و التماسك المجتمعي، حيث لا ينظر للتطوع على أساس انه عمل مجاني، بل ينظر إليه على انه خدمة أو عمل يقدم لتقاسم المعرفة و تقاسم الخبرة، و هذا التقاسم لا يتوخى منه أرباح و لا القيمة الفعلية للشيء،و بالتالي التطوع كقيمة تحيل على العطاء و عدم النظر إلى ما سيتم اكتسابه، فهو أيضا يرتبط بمجموعة قيم لابد أن تكون متوفرة: كالإعتراف، الإنخراط، الإلتزام، و التثمين، على إعتبار انه لا يمكن لأي شخص أن يتطوع إذا لم يكن يعترف بالآخرين”.

 

عرف اليوم الثاني كذالك تقسيم المشاركين إلى مجموعات لولوج الورشات التي تقدمها الجامعة: ورشة الإسعافات الأولية، ورشة التطوع و العمل المدني وفق قاعدة (صووت)، وورشة بناء المبادرات التطوعية.

وتواصلت الأنشطة باليوم الثالث، ليفتتح بمحاضرة بعنوان: “عودة التطوع”: الخروج من ضيف الأنا إلى رحاب الإنسانية، من تأطير الكاتب و الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير: محمد همام، و الذي قدم لنا خلاصة محاضرته مفادها: أن التنمية تصنع بالتطوع، و بالتنمية نصنع المستقبل، فالمستقبل بدون تنمية، مستقبل مظلم، فالتنمية ليست قرار سياسي، وليست قرار جماعي، بل هي قرار فردي يأخذه كل من يحس بإنتمائه لوطنه، فالتنمية هي الشعور بالقدرة على العطاء، هي الشعور بالقدرة على المساهمة، بدون انتظار جزاء و لا شكورا، فالذي يتطوع يؤمن انه معطاء و مبادر، لأنه يمثل طاقة غر محدودة، و هكذا عرف الإنسان منذ القدم، فالذي يتطوع يخرج من النفق الذي تقوقعنا بداخله، ففي التطوع لابد أن أعطي دون أن انتظر المقابل سواء من قريب أو من بعيد.

شهد اليوم الختامي من فعاليات جامعة النجاح الربيعية، لقاءا مفتوحا مع شخصيات ناشطة في مجال التطوع، كما أن الجامعة اهتمت بتكريم مجموعة من المتطوعين الذين يهتمون بتقديم مساعدات متعددة دون مقابل بعدة مجالات و هم: بهيجة كويمي: رئيسة جمعية “أمل” المغربية لمرضى اللوكيميا، ربيعة قايدي: رئيسة جمعية “ارحمني” لذوي الاحتياجات الخاصة (لوداية- مراكش)، إبراهيم ابن حميد: متطوع بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين- مراكش.

جامعة النجاح الربيعية، و التي هي مشروع لمركز النجاح و التنمية – المغرب، خرجت بمجموعة من التوصيات من توقيع المشاركين، تحت اسم: ” نداء مراكش للتطوع” و هي كالتالي:

    ـ إعادة الاعتبار لقيمة التطوع من خلال العمل الجمعوي و بناء مبادرات تطوعية فاعلة و ذات اثر واضح على الناس.

    ـ الدعوة إلى إدراج ثقافة التطوع في المناهج الدراسية و تدريس مضامينها في كل أسلاك التربية و التعليم.

    ـ تعزيز الترسانة القانونية لمفهوم التطوع، و تحديث النصوص المتعلقة به و الرفع من قيمة المتطوع معه باحترافية.

   ـ دعوة وسائل الإعلام المختلفة إلى دعم المبادرات التطوعية و تخصيص مواد إعلامية و إعلانية للتعريف بها على أوسع نطاق.

   ـ إنشاء المرصد الوطني للتطوع، و ذالك لتوثيق و تثمين كل المبادرات التطوعية التي تشهدها بلادنا.

   ـ دعوة القطاعات الوزارية إلى دعم المبادرات التطوعية بشكل مباشر خارج مسطرة الدعم المعروفة، و ذالك للتسريع بالقيام بهذه المبادرات على أحسن وجه.

    ـ الرفع من وثيرة التكوين على مفهوم التطوع و مضامينه، و دعم المشاريع التي تهتم بالجانب التكويني و التحسيسي لقيمة التطوع.

     ـ الانفتاح على التجارب العالمية الرائدة في مجال التطوع و الاستفادة منها عبر تنظيم زيارات متبادلة و لقاءات و ملتقيات لتبادل التجارب و إغناء الرصيد الوطني في قيمة التطوع.

   ـ دعوة رجال الأعمال و المؤسسات المالية الكبرى في المغرب لتبني المبادرات التطوعية المتميزة و دعمها ماديا من اجل جعلها حقيقة قائمة على الأرض.

   ـ يدعو مركز النجاح و التنمية – المغرب، إلى جعل سنة  2018 سنة المبادرات التطوعية في المملكة المغربية، عبر العمل على اطلاق اكبر عدد من هذه المبادرات و دعمها بكل الوسائل المتاحة و جعلها اكبر ورش لتعليم قيم و ثقافة التطوع.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد