“العلك و الملحفة” يحتفيان بالطفل المغاربي داخل أحضان مركز الطفولة- فتيات- بمراكش

بقلم: صوفية الصافي

نظمت جمعية الإشراق الوطنية للأطفال المهمشة و التضامن الإجتماعي، وبشراكة مع مركز حماية الطفولة – فتيات-  بمراكش، الأسبوع الماضي حفلا لتعريف بالموروث الحساني بمناسبة الإحتفال باليوم المغاربي للطفل.

الحفل حضره مجموعة من المسؤلين كبار الشأن، و ممثلين عن عدة جمعيات مدنية و حقوقية، إعلاميين و مهتمين بالموضوع.

  كانت البداية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها تحية العلم، لتتواصل الفقرات تباعا،  فكانت هناك كلمة لممثل المديرية الجهوية لوزارة الشبيبة و الرياضة- مراكش آسفي- ، و كلمة لمديرة مركز حماية الطفولة- فتيات-، كلمة لرئيس جمعية الإشراق الوطنية للأطفال المهمشة و التضامن الإجتماعي، رقصات متنوعة، قصائد حسانية، عروض مسرحية، و الختام كان مع حفل شاي.

استمتع الحضور بالحفل المقام داخل مركز الطفولة –فتيات- بمراكش، و الذي يندرج ضمن المؤسسات التربوية التي تستقبل الأطفال بناءا على قرارات صادرة عن السلطات القضائية، كما تصرح لجريدتنا جهاد الجمالي مديرة مركز الطفولة –فتيات- بمراكش:

” يتولى المركز تقديم مجموعة من الخدمات، من صمنها التربية، الرعاية، التعليم، التكوين المهني، من أجل تأهيل الأطفال للإندماج في المجتمع، فالطفل هو عبارة عن كيان مهترئ ليست له مناعة، و هنا يكمن دور المركز، في حمايته و تقوية مناعته.

فالأطفال الوافدين على مركز حماية الطفولة تتراوح أعمارهم ما بين 12 سنة و18 سنة، هم إما أطفال في تماس مع القانون، أو حسب الفصلين 471  و 481  من قانون المسطرة الجنائية، أو أطفال في وضعية صعبة حسب المادتين من 512 إلى 517  من المسطرة الجنائية.

تهدف كذالك هته المراكز إلى إعداد اقتراحات تربوية، تقدم لقاضي الأحداث ليستعين بها، في إتخاذ التدابير الملائمة، كما و أن هذه الأخيرة تقدم خدمات كفيلة بإصلاح الطفل، و تقويم سلوكه و إندماجه في المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا.

فيما يخص النشاط المشار إليه في الصور فهو بمناسبة اليوم المغاربي للطفل، و الذي كان مقترحا من طرف جمعية الإشراق، و تم بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب و الرياضة- مراكش آسفي-، و الذي أتقدم لمديرها بالشكر الجزيل على دعم كل الأنشطة التي نقوم بها و نتمى له الشفاء العاجل، فالنشاط أخذ حلة صحراوية مغربية متميزة، و يندرج كذالك ضمن أهداف المركز، ألا و هو تعريف هؤلاء الأحداث بثقافتنا و موروثنا الثقافي.

الشكر موصول لأعضاء جمعية الإشراق على هته المبادرة، و كذا لمدير إحدى الفنادق الكبرى بمراكش لأنه يمثل سندا قويا بالنسبة لفتيات المركز، و الذي قدم لنا وعدا بأن جميع المتدربات بالفندق من نازلات المركز سيشتغلن صمن فريقه، خصوصا و أنهن مشرفات على 18 سنة، و الشكر لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الحفل”.

يعرف على المغاربة كرمهم، و تضامنهم مع الآخر، و هته الخصال كانت السبب بولادة جمعية الإشراق الوطنية للطفولة المهمشة و التضامن الإجتماعي ، التي لم تدخر جهدا لحدود الساعة في تقديم يد العون، للفئات الهشة: من تنظيم قوافل طبية بمختلف جهات المملكة وصلت لحدود العيون، تنظيم حملات لتوزيع الملابس، تنظيم صبحيات و زيارات  للأطفال داخل المستشفيات، مساعدة المرضى الذين هم في حاجة إلى عمليات جراحية، تقديم وجبات الغذاء لمرضى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، إلى غيرها من الأنشطة التي تدخل البسمة على وجوه هته الفئات.

فاليوم المغاربي للطفل و الذي ارتأينا أن نحتفل به بداخل مركز حماية الطفولة- فتيات- بمراكش، هو كذالك فرصة للقول و بالصوت العالي أننا مهتمين بهؤلاء الأطفال، الذين لهم الحق في معرفة بلدهم، و بما يزخر به من ثراث و حضارة، فنحن اخترنا التعريف بالتراث الحساني و قمنا بنصب “خيمة” تدل على الحضن الدافئ بالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين حثم عليهم القدر ألا يعيشوه داخل أسرهم،و وجدوه داخل هذا المركز الذي نتقدم لمديرته بجزيل الشكر و لكل الساهرين عليه. لم ننسى كذالك اللباس الصحراوي، و الطقوس الحسانية في تحضير الشاي المغربي، و تقديم حليب الإبل، للحضور الذين لم يخفو إعجابهم بالحفل، الذي هو ليس بالجديد على ما تقوم به جمعية الإشراق الوطنية للطفولة المهمشة و التضامن الإجتماعي لحماية الطفولة المغربية. كما صرح لجريدتنا بيد الله تلوكي نائب رئيس جمعية الإشراق.

تختلف الأنشطة و الأمكنة و الأزمنة، التي تحتفي بالطفولة المهمشة، و تختلف الجمعيات و المنظمات، و لكن بيقى السؤال القديم الجديد يطرح دون مجيب: ” هل تغيرت نظرتنا لمراكز حماية الطفولة بالمغرب ؟ ” سؤال سيظل يطرق الأبواب لحين الحصول على جواب و تغيير ما ترسخ بالأذهان.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد