الخطاب الملكي بالعيون : تأسيس لمرحلة تاريخية جديدة

عبد الحكيم قرمان

بعد الاستماع بكل امعان للخطاب الملكي التاريخي الدي وجهه قائد البلاد الى الشعب المغربي من قلب اقاليمنا
الجنوبية، يمكن استشراف عهد جديد من تاريخ المغرب…ويحق لنا كمغاربة ان نفخر ونعتز ونتامل مضامين الخطاب والافاق التي يفتحها، باختصار يمكن التقاط الرسائل البليغة للخطاب الملكي في النقط البارزة التالية:

* الاحتفاء باربعين سنة على انطﻻق المسيرة الخضراء التي حررت الارض ووحدت الانتماء والوجدان والمصير ولمت شمل الوطن، يعني القطع مع مرحلة من تدبير شؤون المواطنين بالاقاليم الجنوبية، وكدا تغيير اسلوب التعاطي مع القضية الوطنية الاولى للمغرب، بما يعني بدء مرحلة جديدة تدبيريا ومؤسساتيا وفكريا كدلك…مرحلة ارساء الجهوية المتقدمة، القائمة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل الاقاليم الجنوبية وفقا للنمودج التنموي الطموح لبﻻدنا…مرحلة البناء والتشييد والديمقراطية التشاركية والقطع مع كل اشكال الريع والاتكالية؛

* المغرب دولة عريقة في التاريخ ويشكل امة حضارية كبرى كانت وﻻ زالت حاضرة ووفية لالتزاماتها الدولية والداخلية بكل جدية ومصداقية، وعلى الجميع، سواء في الجوار او بالمنتظم الدولي، ان يفهم بان هدا المغرب العظيم لم يعد بامكانه ان يقدم اي تنازل بعد مقترح الحكم الداتي الدي اعتبر مبادرة جدية ودات مصداقية…في المقابل مادا قدم الطرف الاخر “البوليزاريو” وخلفه “الجزائر” سوى معاكسة كل مسارات البحث عن التسوية “السياسية” واستثمار جنرالات الجزائر عائدات نفط وغاز شعبهم في الدعاية والتحريض وشراء دمم بعض المسؤولين واللوبيات عبر العالم ضد مصالح المغرب ووحدته الترابية، ناهيك عن استثمار البوليزاريو وصانعيه الجزائريين بعضا من ابناء الصحراء المغربية في سوق النخاسة والتسول والاتجار ببؤسم الاجتماعي لتكديس الثروات في الحسابات البنكية بالخارج،،،،

* الرسالة الابلغ من دلك، ان الخطاب قد خاطب الحكام في الجزائر بوضوح حول المسؤولية الفعلية والرمزية المباشرة عما الت اليه اوضاع بعض المغرر بهم في تندوف، مؤكدا بان التاريخ سيدكر ويسجل كل الخروقات والماسي التي تسببت فيها الجارة المفترضة الجزائر…كما خاطب انفصاليي الداخل والخارج معا، حيث اكد حﻻلته، ان من يشكك او يسيئ لوطنه ولثوابته الدستورية يجعل نفسه خارج الوطن، وبالنسبة لانفصاليي الخارج فقد ساءلهم ملك البﻻد بحنو وصرامة الاب والقائد : هل انتم راضون عما اقترف باسمكم من ماسي في حقكم اولا، وفي حق وطنكم ثانيا…فادا كنتم ترضون الدل والهوان والتسول، فصاحب الجلالة، لا يرضى لاي من ابناء الوطن بهدا المصير …فمن تاب عن غيه واستفاق فمرحبا به بين اهله ليعيش فالوطن غفور رحيم …والمغرب ارض الكرامة والحرية والعيش الكريم ….واما من ارتضى عيشة العبودية والتسول لنفسه فﻻ يلوم اﻻ نفسه كدلك.

*الخطاب الملكي كان قويا في الرسائل ، واضحا في المعاني والاهداف، بليغا في التركيب والتوليف بين العديد من القضايا المحلية والوطنية والاقليمية والدولية…

ولعل اهم رسالة استخلصتها شخصيا من الخطاب الملكي التاريخي من قلب المغرب بالعيون اتصورها كالاتي: المغرب قد حرر اراضيه وسيواصل البناء والتشييد وفقا لنمودجه التنموي الديمقراطي المتفرد في المنطقة، المغرب كان وﻻيزال امة متحضرة بين الامم تحترم التزاماتها وعلى الجميع ان يدرك دلك ، ومن يتصور ان المغاربة ملكا وشعبا قد يرضخون للمساومة باي شكل ومن ايه جهة كانت فهو واهم او بالاحرى عليه ان يقرا التاريخ العظيم لبلد وامة عظيمين كالمغرب…

والمغاربة عند الامتحان يضعون ايديهم في ايدي بعض ويشتغلون ويعملون ويجدون من اجل رقي وعزة الوطن….

فلكل المغاربة ابناء الوطن بالداخل والخارج اهنؤكم بعيد المسيرة الخضراء الاربعين وكل عيد ونحن مدعوون الى العمل والمثابرة فالعمل ثم العمل….

عاش المغرب امة رائدة ومتقدمة بشعارها الخالد : الله الوطن الملك.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد