أهم فعاليات الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

صــــفــــــاء آغـــــــــا

أسبوع مسرحي مضى على أرض السلام شرم الشيخ المصرية تنوعت فعالياته الثقافية بين منافسة عروض مسرحية  من 19  دولة مختلفة الثقافات لتحط الرحال بأرض الكنانة التي إحتضنت هذه التظاهرة الشبابية الأولى كما تخللته العديد من التكريمات لكبار رواد المسرح في مصر والوطن العربي على رأسهم سيدة المسرح العربي القديرة ” سميحة أيووووب ” كما عملت إدارة المهرجان تحت إدارة المخرج الشاب ” مازن الغرباوي ” والفنانة ” وفاء الحكيم ” على تخصيص يوم إحتفالي تأبيني للمخرج المسرحي الكبير ” هاني مطاوع ” التي تم إهداء هذه الدورة الأولى من عمر المهرجان لروحه الإبداعية التي فارقت الحياة مؤخراً لما قدمه الفقيد من عطاء وجهد للرقي بالمسرح المصري والعربي والتي تعدت مسرحياته حدود الوطن وقد حرص على حضور هذا اليوم الإحتفالي كل زملائه و تلاميذه وعائلته وقد ترأس الندوة الفنان ” أشرف زكي ” نقيب المهن السينمائية وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية التي أتى خصيصا من دولة الكويت وفاءا لأستاذه ، ليبتدأ الحفل التأبيني بشريط فيديو مسجل عبارة عن شهادات في حق الراحل من كبار الفنانين المسرحيين الذين واكبوه في مسيرته الفنية ، بعدها قام الفنان ” أشرف زكي ” بتقديم الكلمة الإفتاحية في حق الراحل والذي قال  : أنه لم يكن يتوقع أن يأتي عليه يوم من الأيام يطلب منه أن يكتب كلمة في ذكرى الراحل وأن يتم تكريمه من طرف تلاميذه في أولى دورة للمسرح الشبابي ، واصفا إياه بالأستاذ والأب والمعلم والمحتضن لكل الشباب المسرحي الناشىء وتشجيه على العطاء . 

كما قام الناقد المسرحي الكبير  ” أحمد أخميس ”  من موقعه المهني وتجربته الشخصية مع الراحل بتكلم عن جوانب أخرى عايشها معه خاصة حيث قال أن الراحل كان دائما حريصا على حضور و متابعة الفعاليات المسرحية سواء في ” ساقية الصاوي  ” أو  ” المسرح القومي ” وأنه كان دائما داعما للشباب وأضاف قائلا  بعد لقائه بموقع ” إزوران بريس و مغرب الغد ” على هامش الندوة أن من سمات الراحل أيضا أنه لا يكتفي بالفرجة داخل المسرح وكتابة وإخراج مسرحياته بل كان دائم الإحتكاك بالشارع لدرجة كبيرة حيث قدم تجربة عظيمة للغاية قبل أن يتوفى مباشرة وهي ” مرافعات الفرفور الفصيح ” و قدمها مع مسرح الساحة في مصر بعد ثورة 25 يناير رغم أنه كان متحفظ على أن يقدم أي عرض مسرحي بعد الثورة مباشرة إلا أنه ولإحساسه الكبير مع التفاعل الكبير الحاصل في البلد قدم هذه التجربة الحية المهمة .  

وأنه كان دائما يأخذ مسألة النقد على مسرحياته بالصدر الرحب من منطق العارف والعالم بأهمية النقد للإرتقاء بأي عمل إبداعي  في مختلف أنواع الفنون بل بالعكس كان يتعلم من كل تجربة أو نقد يمر أمامه ويناقش ويتفهم وجهة نظر الأخر . 

ومن بين المسرحيات كذلك المعروضة خلال هذا العرس المسرحي والتي لاقت إحستحسان من قبل النقاد والجمهور الحاضر وهي مسرحية العرض الأردني للمخرج ” إياد الشطناوي ” الذي شارك مع فرقته المسرحية بعرض تحت عنوان ” حرير آدم ” والذي صرح لموقعنا  :  بأن مسرحيته تقدم  ” صرخة  أنثى  ” من خلال أربع نساء بأربع حكايات مختلفة إلا أنها تجمعهم معاناة مشتركة وهي الصراع المجتمعي بين الجنسين ونظرة الرجل للمرأة التي لازالت محتقرة وحبيسة العادات والتقاليد المتوارثة رغم كل التقدم الذي يشهده مجتمعنا العربي بصفة خاصة بالنسبة لحرية المرأة وحقها في المساواة ، فكان لا بد من هذه الإنتفاضة التي تجلت في تجسيد هذا الواقع على خشبة المسرح ، مضيفا أنه إعتمد في إخراجه للعمل على التقطيع السينمائي للحكايات التي ترويها المسرحية حتى يبقى المشاهد مشدودا لتفاصيل القصة ولا يشعر بأي نوع من أنواع الملل أو الضجر وهذا ما لفت إنتباه النقاد للعمل حيث رصدنا بعض ردود وأراء النقاد وأعضاء لجان التحكيم من بينهم  الناقد المغربي و الدكتور في الفنون المسرحية  ذ ” عبد المجيد شكير ” قائلا : بأنه من أشد المعجبين والمشدودين للعرض الأردني رغم أنه ليس المرة الأولى الذي يشاهد فيها العرض بحكم سفره ومشاركته في العديد من المهرجانات المسرحية حيث يتسنى له مشاهدة بعض العروض لأكثر من مرة ، لكن لطالما كان معجبا ومبهورا بطريقة إخراج العرض الأردني خاصة وأنه سبق وأن شاهد العرض في مسرح أكبر من الذي عرض عليه في شرم الشيخ وهنا أثنى على عبقرية مخرجه وحسب تصريحه لموقعنا قال : بأن المخرج قادر على التكيف مع ظروف وشروط المكان المخصص للعرض بشتى الطرق والوسائل ليعطي لوحة إبداعية نقية وأصيلة للمتلقي ،حيث سعى المخرج من خلال أربع ممثلات إستطعن بنجاح في  إيصال فكرته في قالب من السخرية والكوميديا السوداء ، كما وأنه نوه للتناغم الحاصل بين شخصيات العمل الأربع من خلال تمقص الشخصيات وتوزيع الأدوار فيما بينهم بحرفية عالية متجلية في جعل العمل هو البطل الحقيقي وليس الإعتماد على الشخصية الواحدة والأنانية في توزيع الأدوار كلهن كن بطلات في آن واحد متناغم مع روووح العمل والإيقاع الداخلي له ، دون نفي باقي العوامل المكملة من أدوات ولباس الشخصيات الذي عبر بشكل كبير عن عن الموضوع الذي يطرحه العمل للخروج بعمل إبداعي جيد ومحترم مضيفا بأن هذا ما يغني أي عمل مسرحي ويكون كافي لشد إنتباه المتلقي .

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد