وثيقة 11 يناير 1944

عبد المالك زين العابدين 

يشكل يوم 11 يناير 1944م في المغرب، إحدى المحطات الرئيسية في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه العرش والشعب من أجل الحرية والانعتاق من ربقة الاستعمار. ففي 11 يناير 1944 قام رجال الحركة الوطنية بتنسيق مع الملك محمد الخامس، بخوض معركة نضالية حاسمة. تمثلت في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطات الحماية الفرنسية وتسليم نسخ منها إلى المقيم العام غابرييل بيو وإلى القنصلين العامين لبريطانيا العظمى والولايات المتحدة وإلى الجنرال ديغول وسفير الاتحاد السوفيتي بالجزائر الفرنسية
نص وثيقة الاستقلال

وثيقة 11 يناير 1944
  
وثيقة الاستقلال المغربية  الحمد لله إن حزب الاستقلال الذي يضم أعضاء الحزب الوطني السابق وشخصيات حرة: حيث إن الدولة المغربية تمتعت دائما بحريتها وسيادتها الوطنية وحافظت على استقلالها طيلة ثلاثة عشر قرنا إلى أن فرض عليها نظام الحماية في ظروف خاصة وحيث أن الغاية من هذا النظام والمبرر لوجوده هما إدخال الإصلاحات التي يحتاج إليها المغرب في ميادين الإدارة والعدلية والثقافة والاقتصاد والمالية والعسكرية دون أن يمس ذلك بسيادة الشعب المغربي التاريخية ونفوذ جلالة الملك وحيث أن سلطات الحماية بدلت هذا النظام بنظام مبني على الحكم المباشر والاستبداد لفائدة الجالية الفرنسية ومنها جيش من الموظفين لا يتوقف المغرب إلا على جزء يسير منه وأنها لم تحاول التوفيق بين مصالح مختلف العناصر في البلاد وحيث أن الجالية الفرنسية توصلت بهذا النظام إلى الاستحواذ على مقاليد الحكم واحتكرت خيرات البلاد دون أصحابها وحيث أن هذا النظام حاول بشتى الوسائل تحطيم الوحدة المغربية ومنع المغاربة من المشاركة الفعلية في تسيير شؤون بلادهم ومنعهم من كل حرية خاصة أو عامة وحيث أن الظروف التي يجتازها العالم اليوم هي غير الظروف التي أسست فيها الحماية وحيث أن المغرب شارك مشاركة فعالة في الحروب العالمية بجانب الحلفاء وقام رجاله أخيرا بأعمال أثارت إعجاب الجميع في فرنسا وتونس وصقلية وكرسيكا وإيطاليا، وينتظر منهم مشاركة أوسع في ميادين أخرى وبالأخص لمساعدة فرنسا على تحريرها وحيث أن الحلفاء الذين يريقون دماءهم في سبيل الحرية اعترفوا في وثيقة الأطلنتي بحق الشعوب في حكم نفسها بنفسها، وأعلنوا أخيرا في مؤتمر طهران سخطهم على المذهب الذي بمقتضاه يزعم القوي حق الاستيلاء على الضعيف وحيث أن الحلفاء أظهروا في شتى المناسبات عطفهم على الشعوب الإسلامية ومنحوا الاستقلال لشعوب منها من هو دون شعبنا في ماضيه وحاضره وحيث أن الأمة المغربية التي تكون وحدة متناسقة الأجزاء تشعر بما لها من الحقوق وما عليها من واجبات داخل البلاد وخارجها تحت رعاية ملكها المحبوب وتقدر حق قدرها الحريات الديمقراطية التي يوافق جوهرها مبادئ ديننا الحنيف والتي كانت الأساس في وضع نظام الحكم بالبلاد الإسلامية الشقيقة.

يقرر ما يأتي:

أولاً: أن يطالب باستقلال المغرب ووحدة ترابه تحت ظل صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى سيدنا محمد بن يوسف نصره الله وأيده.
ثانياً: أن يلتمس من جلالته السعي لدى الدول التي يهمها الأمر الاعتراف بهذا الاستقلال وضمانه، ولوضع اتفاقيات تحدد ضمن السيادة المغربية ما للأجانب من مصالح مشروعة.
ثالثاً: أن يطلب نظام المغرب للدول الموافقة على وثيقة الأطلنتي والمشاركة في مؤتمر الصلح.
رابعاً: أن يلتمس من جلالته أن يشمل برعايته حركة الإصلاح الذي يتوقف عليه المغرب في داخله، ويكل لنظره السديد إحداث نظام سياسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربية الإسلامية في الشرق تحفظ فيه حقوق سائر عناصر الشعب المغربي وسائر طبقاته وتحدد فيه واجبات الجميع، والسلام.


الموقعون على الوثيقة:

    أحمد بلافريج
    محمد اليزيدي
    عمر بن عبد الجليل
    عبد العزيز بن إدريس العمراوي
    أبو الشتاء الجامعي
    مسعود الشيكر
    بنو زكري عمرو أوبناصر الزموري
    عبد القادر حسن
    محمد الجزولي
    سي بناصر بن الحاج العربي الحسيني
    محمد الزغاري
    بوبكر الصبيحي
    محمد الفاطمي الفاسي
    إدريس المحمدي
    محمد بن سودة
    الصديق بن العربي
    أحمد بن إدريس بن بوشتى
    عبد الكريم بن جلون التويمي
    قاسم بن عبد الجليل
    أحمد اليزيدي
    عبد الكبير بن عبد الحفيظ الفهري الفاسي
    محمد الرفاعي
    أحمد بن الطاهر مكوار
    عبد السلام المستاري
    الحفيان الشرقاوي
    الجيلالي بناني
    أحمد بنشقرون
    محمد بن الحاج أحمد الديوري
    الحاج أحمد الشرقاوي
    عبد الجليل القباج
    عبد الله الركراكي
    أحمد المنجرة
    الحسن بوعياد
    مبارك الغراس
    أحمد بحنيني
    عبد الوهاب الفاسي الفهري
    محمد البوعمراني
    أحمد بن عثمان بن دلة الإدريسي
    الحسين بن عبد الله الورزازي
    محمد بن العربي العلمي
    الطاهر زنيبر
    الحسن بن جلون
    محمد الأغزاوي
    عبد الرحيم بوعبيد
    المهدي بن بركة
    عبد الله بن عمر الرحماني
    عبد الكبير بن المهدي الفاسي
    أحمد الحمياني ختات
    محمد الفاسي
    قاسم الزهيري
    عبد الله إبراهيم
    عمر بنشمسي
    محمد العيساوي المسطاسي
    مليكة الفاسي
    محمد بلخضير
    الهاشمي الفيلالي
    محمد البقالي
    محمد الحمداوي
    عثمان جوريو
    محمد بن الجيلاني بناني
    عبد الحميد بن مولاي أحمد الزموري الإدريسي
    محمد بن عبد الرحمان السعداني
    محمد بن عزو
    أبو بكر القادري
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد