إزوران بريس ــ متابعة وكالات
الصدفة وحدها كانت وراء لقاء استثنائي بعجوز فرنسي وسط المنطقة الخضراء كوب 22 مساء الجمعة 11 نونبر 2106.
الغرابة لم تكن أبدا في موعد اللقاء، ولا في مكانه، فهذا أمر عادي يقع بين كل الناس، سواء كان ممن يحب الطبيعة، أو ممن يدمرها. اللقاء الاستثنائي الذي يحمل في طياته أوجها من الغرابة، بدأ بالتأمل في المظهر الخارجي لهذا الرجل الذي اشتعل رأسه شيبا، و تبدو على ملامحه أمارات التعب، وتقاسيم وجهه توحي بأنه كان في مشقة، لباسه يلمح بأنه من البسطاء الذي له وجهة نظر أخرى من مظاهر المدنية المعاصرة المقلقة أحيانا. لكن تلك الصفات لم تنف عن الرجل معالم السعادة، حيث الابتسامة لا تكاد تفارق وجهه، حينها دفعني حب الفضول الى مفاجأته، وبعد التحية، بسؤال عن سر التعب الذي يبدو جليا وعلى بدنه، لعله السؤال/المقدمة التي ستفتح لي خبايا هذا الانسان الذي يثير بمظهره فضول عدد من زوار المعرض. رد على التو بتحية أحسن منها و بابتسامته العريضة، وبدأ يحكي الحكاية التي فكت لي طلاسيم الغرابة. المفترس الكبير الحر:
اسمه pierre virlogeux ويلقب نفسه ب « grand prédateur libre »، مهنته مهندس متقاعد، قال بأنه دراج قدم من مدينة تولوز الفرنسية على متن دراجة عادية، استغرقت مدة السفر شهرا كاملا وثلاثة أيام، رغبته كانت في البداية هي الوصول الى محطة كوب22 بمراكش، وفعلا تحققت الأمنية و المراد… ، أكد بأنه كان يقطع ما بين 60 و 80 كيلومترا يوميا، وأن السفر مر في ظروف عادية باستثناء عطب ميكانيكي لدراجته العادية بإسبانيا.
عن سر امتطائه للدراجة، أوضح pierre virlogeux بأنها وسيلة نقل رائعة، غير ملوثة للبيئية، ولا يريد إطلاقا أن يساهم شخصيا في تلويث الطبيعة، وقال بهذا الشأن : » الدراجة رفيقتي، طيلة مساري المهني أستقلها للعمل، لا املك سيارة طيلة حياتي، و لا استعمل وسائل النقل الأخرى الملوثة إلا عند الضرورة القصوى، وبالدرجة الأولى القطار لانه أقل تلوثا، وثم الباخرة والطائرة في الحالات التي لا بد منها، وهي محدودة جدا… »
جولة سنة كاملة على متن دراجة عادية :
من الغرائب التي حكاها هذا الرجل أنه قام برحلة على متن دراجته العادية لأمريكا الشمالية و الجنوبية، شملت عددا من الدول ككندا و المكسيك ونيكاراكوا و كواتيملا و السالفادور والشيلي وغيرها، استغرقت مدة الرحلة سنة كاملة خلال سنة 2011، أعرب عن سعادته لزيارة عدد من مناطق هذه الدول، باستثناء واقعة سيئة عكرت صفو حياته بعد سرقة آلة تصويره بدولة البيرو. زيارة أولى للمغرب وافريقيا وإعجاب بسماحة الشعب. أعرب pierre virlogeux عن إعجابه الشديد بالمغرب وجمال طبيعته المتنوعة، مؤكدا بان هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها بلدا افريقيا، اعجب كثيرا بسماحة و حسن تعامل الشعب المغربي، و ينوي قضاء أوقات للاستمتاع بجمال المدينة الحمراء، وقرر أن يذهب بعدها إلى مدينة الصويرة، قبل أن يحط الرحال بعد ذلك في محطة نور للطاقة الشمسية بورزازات. pierrevirlogeux يقترح مشروعا بيئيا ل:oncf،مرتكزه الدراجة العادية.
يقترح pierre virlogeuxمشروعا بيئيا للمكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي يرتكز على الدراجة العادية…. تقوم فكرة المشروع على إدراج الدراجة في وسائل التنقل التي يمكن أن تتاح للمواطنين من طرف المكتب، وذلك بتخصيص دراجات عادية للراغبين في امتطائها خصوصا بين المحطات المتقاربة فيما بينها، وأكد بأن هذه الفكرة ستمكن من تخفيف الضغط على القطارات خصوصا في أوقات الدروة، كما ستمكن أيضا من الحد من آثار التلوث البيئي. رسالة اخيرة بمثابة نداء:
في ختام اللقاء الممتع، وجه pierre virlogeux رسالة إلى العالم بأن يوقف مظاهر التلوث بكل تجلياته، ووجه المواطنين إلى توظيف و استعمال الدراجات العادية في تنقلاتهم لأنها وسيلة النقل الصديقة للبيئة، وبواسطتها يمكن جدا معالجة جزء من جسد الطبيعة العليل.