الأستاذة: مريم أميناس
العنف بصفة عامة مرفوض ومن أخطر القضايا الشائكة في المجتمع، نظرا لما يخلفه هذا الأخير من أضرار نفسية مدمرة وأضرار جسدية قد تؤدي للموت المحقق، ومن حسن حظنا في هذه الزاوية النائية عن المجتمعات الصاخبة التي انتشرت فيها الجريمة بأنواعها كبرنا بعيدا عن مشاهدة مناظر قد تترك في نفوسنا أثرا مؤلما وقد نجزم ونقول أننا لم نشاهد قط حالة من حالات العنف في شوارعنا وخصوصا ضد النساء وهذا فعلا لا يعني أن العنف غائب عن مجتمعنا المحافظ ، قد يكون هناك عنف دفين أخطر من الظاهر لكنه مستور رغم أن العنف عنف ووجب على مرتكبيه العقاب .
وما أ ثار حفيظتي اليوم وتركني دون نوم ما شاهدته في أحد شوارع بلدتي الهادئة.. شاب في مقتبل العمر ينزل ضربا قاتلا على فتاة من خلال النظرة إليها يخال لك أنها قاصر بحكم نحافتها و المحزن في الأمر أن الفتاة تستغيث وتطلب من ينقذها دون تدخل أي من المارة رجالا ونساء كأنها حشرة ضارة يجب أن تموت.
أنا الوحيدة التي أركض وراء الفتاة وأطلب الشرطة من هاتفي ولحظتها دخلت الشابة الى مطعم معروف مليء بالزبائن وبوجود مستخدمين وهي تصرخ بأعلى صوتها أنقدوني وأنا أصرخ معها خوفا من الشاب الطائش والذي هددني كذلك بالضرب إن لم أتركه يقتلها..صراخ مؤلم تتصدع له الآذان ولا حياة لمن تنادي لم يتدخل أي كان حتى وصل رجال الشرطة مشكورين على تدخلهم السريع و الإيجابي.. لاذ المجرم بالفرار ، وأخذوا الفتاة للاستماع لأقوالها وعندما التحقت بها لأتأكد أنها بخير أخبرتني أنه خالها ومرارا عنفها أمام المارة ولم يتجرأ أي كان أن ينقذها .
لأول مرة شعرت بالخدلان من مجتمع ياما دافعت عنه وافتخرت به وأديت الثمن غاليا لدرجة أن البعض نعتني بالعنصرية و لم أكن يوما كذلك بل أشهد بواقع كان يشرفنا قبل أن تختلط الأجناس …أسئلة كثيرة أثقلت ذهني هل من في الشارع ساعتها وهم يتفرجون على فتاة تموت ضربا دون أن يحركوا ساكن هم فعلا أبناء وبنات بلدتي ؟؟؟ أم اختلط الحابل بالنابل والحقيقة أنه لا وجود لأي نابل لحظتها .. لا أستطيع أن أضيف أي كلمة لأنني مازلت تحت وقع الصدمة ….