صوفيا الصافي
لا يختلف اثنان على أن أجمل كلمة في العالم هي كلمة “ماما” لما تحمله من حنان و حب و رعاية مباشرة و غير مباشرة، و لكن اليوم أصبحت بعض النساء تستخففن بهذه الكلمة و تقمن بأعمال تنزل من قيمتها و قدسيتها، لأنها مقدسة و ذالك بتوصية من الله سبحانه و رسوله محمد عليه الصلاة و أزكى السلام.
باتت بعض فتيات مجتمعاتنا الحالية تهن أنفسهن و تضربن بكرامتهن بالحائط، أنتم بالطبع تفهمون قصدي. أنا أتكلم عن الأمهات العازبات.
صحيح أن هناك بعض الفتيات يتعرضن للإختصاب و الاختطاف، و للظروف صعبة تجعل منهن ضحية أولى و من أولادهن ضحية ثانية خصوصا و أن المجتمع لا يرحم،
و لكني أخص بالذكر الفتيات آلاتي يستسلمن لرغباتهن و يتناسين أصولهن، ثقافتهن، كذا مخلفات خطئهن.
و لكن الغريب في الأمر هو عندما تجد هؤلاء الفتيات حائرات و تائهات بعد ارتكابهن لهذا الذنب الفظيع، و يزدن الطين بله بالقول:”لقد وعدني بالزواج”؟؟؟؟
تعالوا لنحلل هذه الجملة المثيرة للغاية، و أتوجه بكلامي لكل فتاة تحجج بهذه العبارة: إذا كان هذا الرجل بالفعل يريد الزواج بك “يا غبية” عذرا على التسمية و لكن هي الكلمة التي أراها مناسبة في هذه الحالة. فأول شيء سيقوم به إذا كان في نيته الزواج : هو احترامك، إعطاءك قيمتك و حتى أكبر منها، كذا تقديرك لا محال. و لكن إذا أنت لا تفرضين احترامك و لا تتحلين بشخصية قوية، فلا نتظري منه إلا أن يعاملك كعبد يتحكم به .إن هذا الزواج الذي تتكلمين عنه، هو فقط قصة من نسج خيالك الواسع، و ثقتك العمياء بالشاب الذي أسأت اختياره بالتأكيد. فالزواج يفرض عدة أمور على كل من الرجل و المرأة، و أولها: الاحترام الذي غيبتمانه.
أختي العزيزة, حاولي كبح مشاعرك و ضعي لها قانونا, قانونا يحميك و يحمي كيانك و لا تجعلي من نفسك “فارة تجربة” وضحية ل ” نزوة عابرة”.و الاسوء من ذالك هو أن بعض الشباب إذا ما تعرضوا لفشل في علاقة عاطفية يكون العلاج هو ضحية أخرى و ذالك بتوهم نفسه أولا انه يحبها وثانيا إدخالها دوامة الأحلام بالزواج و الحياة السعيدة ك حياة أبطال الأفلام المكسيكية.
صحيح أنني اخص بهذا المقال الفتاة بالدرجة الأولى, و لكن هذا لا يمنعنني من أن أخاطب ضمير كل شاب مغربي حر يغار على وطنه و صمعته. فهذه الفتاة قبل أن تكون حبيبتك هي آمك, أختك, ابنتك, و زوجتك.لذا كن عاقلا و كن مثال الرجل المغربي الذي عرف منذ قدم التاريخ بشهامته و حمايته المرأة.
فالنظع اليد في اليد لنبني معا مستقبلا نسمع فيه كلمة ماما بكل فخر و عزة نفس.