فوزية مسكين
تتخذ المسؤولية اشكالا و تعاريف عدة إﻻ أنها تبقى في المجمل عبئا على حاملها. ففي ديننا اﻻسلامي ذكر اهمتها و جسامتها اكثر ما مرة و لعل الحديث المتداول : كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته يبقى خير دليل و خير شاهد على عظمها.
و المسؤولية تبقى تكليف و ليس تشريف و سنحاسب من خلالها في اﻵجل عن العاجل.
فإلى أي حد يقدر مسؤولينا مسؤولياتهم اتجاه موظفيهم، عمالهم؟
اﻻجابة و رغم تعقيداتها اﻻ انها ﻻ تتطلب الكثير من الحنكة، فمثلا مسؤول احد الوحدات السياحية بالمدينة الحمراء مراكش، المسؤولية في نظره ﻻ تتعدى لعب ادوار ﻻ اقل و ﻻ اكثر، ﻻ تخطيط ﻻ إستراتيجية و ﻻ منهجية مسبقة و هو يلخص كل ماسبق في سيارة فاخرة، سكن مجاني ﻻئق، شهرية ضخمة، مصاريف خاصة على حساب المؤسسة، موظفين يلعبون دور الخدم و الحشم يتم استغلالهم لقضاء اغراض شخصية ليجدوا انفسهم يحاسبون على ادنى خلل سواء في اداء المهمة كخدم او كموظفين.
المسؤولية تختصر في لعب ادوار و استهثار في تنفيذ سلطة المسؤول و جسامة المنصب ﻻ غير فنجد استغلال نفوذ، انتهاك حرمات الموظفين ، التداخل و التضارب في تكوينهم و مجال اختصاصهم فمثلا في احدى المؤسسات أجير في عقده الثالث قضى اكثر من عشر سنوات كجزار داخل مؤسسة سياحية ليجد نفسه بين ليلة و ضحاها بين خيارين سواء الرضوخ ﻻمر تغيير المنصب من جزار لحارس امن او اﻻستسلام و ترك العمل مقابل تعويض مالي بخيس مقارنة من سنواته التي افناها داخل المؤسسة.
للاسف اخطاء المسؤولين من هذا النوع كثيرة جدا و ﻻ من يحاسب المسؤول عن اخطائه تلك و ﻻ من ينصف اﻻجير من خطا المسؤول و استغلاله لسلطته.
و اﻻسف ايضا انه يغيب عن مسؤولينا ان المسؤولية تكليف و ليس تشريف، انها تعني تحمل الخاصة من اﻻعباء ما لم يقدر عليه العامة، تعني قرارات صائبة تخدم الصالح العام قبل الخاص، تعني التجرد من القرارات الشخصية، تعني تضحية، الشيء الذي ﻻ يعترف به مسؤولينا فتجد قرارات متسرعة يغلب عليها الطابع الشخصي و قرارات متضاربة و المؤكد و اﻻكيد ﻻ تخدم مصالح المؤسسة بقدر ما تلبي غرور شخص معين و اشباع نرجسيته ﻻ اقل و ﻻ اكثر.
خطأ احد المسؤولين تمادى لدرجة تجريد مصلحة تعد عصب المؤسسة من هاتفها النقال و اعطائه لطفلة ﻻ تتعدى الثلات سنوات بدعوى اﻻطمئنان عليها و هي في الروض. في حين الموظفين ممنوعين من هواتفهم النقالة اثناء تواجدهم بالمؤسية و اثناء ساعات العمل.
كل هذا يدل على ان هناك خلل و ان هتاك استغلال سلطة و عدم ترك اي اعتبار للعامل لﻻجير و للموظف.
فمن يحاسب المسؤول إذا اخل بمسؤولياته؟ و من يحاسب مسؤولا يختصر جل ادواره في تحليل مؤسسة و الزج بموظفيها خارج اﻻسوار ضاربا عرض الحائط اقدميتهم التي تتعدى عند غالبيتهم 30 سنة.
من بحاسب المسؤول علما انه و مهما كان خطاه صغير اﻻ انهيبقى يهدد نجاح المشروع و يشكل خللا في منظومة اﻻدارة كادارة.