منظمة تاماينوت فرع إحاحان تخلد اليوم العالمي للغة الأم

 

إسماعيل اللوش


في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف  21 فبراير من كل سنة، نظمت منظمة تاماينوت فرع إحاحان يوم ثقافي تحت شعار ” لغتنا هي نحن إن ماتت نموت ” يومه السبت 21 فبراير 2015 بدار الشباب التامري.

افتتحت فعاليات اليوم الثقافي بورشة الكتابة و الإملاء باللغة الأمازيغية، تلتها دردشات نقاشية حول واقع التعليم اللغة الأمازيغية بالمغرب.

و نظمت أيضا محاضرة حول الأمازيغية تحت عنوان “الأمازيغية بين الإقصاء و آفاق رد الإعتبار” من تأطير الأستاذ محمد أمدجار.

وتطرق الأستاذ أمدجار في بداية مداخلته،إلى مفهوم الحركة الأمازيغية و تاريخها و السياق العام لظهورها و أهم المراحل و المحطات التي مرت بها.وفي نفس الإطار، فإن الحركة الأمازيغية كانت منذ القدم مرت من عدة مراحل عبر العصور و أوضح الأستاذ المحاضر نظرة تاريخية عامة عن المقاومات التي شنها الإنسان الأمازيغي ضد الدول التي جاءت لإحتلال أراضيه.

أما ما بعد الإستعمار الفرنسي،الإسباني و البرتغالي فمنذ هذه المدة فالحركة الأمازيغية قامت بمجموعة من التحركات من أجل الدفاع عن الأرض و الإنسان الأمازيغي فكل هذا العمل من أجل طرد المستعمر.و بعد الإستقلال و بعد التوافق بين القصر الملكي أبناء الحركة الوطنية إختيار استراتيجي للمغرب “مغرب ما بعد الإستعمار” حيث إختارو القومية العربية كأساس لبناء الدولة الحديثة تم وضع الدستور الأول للمغرب و دسترة اللغة العربية لغة رسمية للبلاد إلى جانب ما يسمى بمبدأ التعريب.

فمشروع التعريب و القومية العربية و إختيار اللغة العربية كلغة وحيدة رسمية للبلاد و تبقى الضحية لهذا الإختيار القومي العروبي التي أسسته الحركة الوطنية و القصر ضحيته الأولى هي الأمازيغية كلغة،كثقافة، والضحية الثانية هي إقصاء الإنسان الأمازيغي أي خلال تقسيم البلاد إلى المغرب النافع و المغرب الغير النافع وهو ما قام بتفصيله الأستاذ المحاضر بشكل دقيق خلال مداخلته التي حملت بين طياتها مجموعة من المعطيات الهامة بهذا الشأن.       

أما فيما يخص المستوى السياسي فقد تدعمت الدولة مواقفها بما يسمى بإنتاج الخطابات الإقصائية كخطابات الحركات الإسلاموية و الحركات التي تتبنى الخطابات القومية العربية.

و أضاف كذلك أن المشروع الذي أتت به الحركة الأمازيغية هو أنه مشروع ينطلق من الأرض و ليس مشروعا يوجد في الأذهان و لا يوجد في الواقع يضيف الأستاذ في بحر مداخلته.

و اتجه أمدجار في معرض مداخلته، إلى أن الحركة الأمازيغية أتت لتصحيح الواقع من خلال  مشروع بديل هو أنه أي تقدم و تطور للمغرب لا يمكن أن يكون سليما و صحيحا و فعالا إلا إذا أنطلق من المغرب و ما يشكل إختلافه و هويته و تاريخه و خصائصه.والمشروع هو أن للحركة الأمازيغية إمكانية إقرار دولة قوية،ديمقراطية، من خلال مشروع مجتمعي حداثي تقدمي و لكن شريطة شئ واحد أن ننطلق من الواقع.

و بأن الإنطلاق من الواقع لا بد من أربع أمور أساسية و هي الوعي بالذات يعني أن يعرف الإنسان المغربي بأنه إنسان أمازيغي له قيم معينة يختلف عن الأخر.أما الشرط الثاني فيتمثل في الوعي السياسي للمواطنين، إقتصاد المنتج و المنضبظ هو الشرط الثالث و يعني تقاسم ثروات البلاد للمواطنين، و الشرط الأخير هو فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية.

 وعقب ذلك فتح المجال لمجموعة من المداخلات لشتى الفعاليات التي حضرت المحاضرة، والتي أثرت النقاش بمداخلاتها الهامة التي صبت في صميم الموضوع.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد