بقلم: مولاي محمد اسماعيلي
سئلت هذا السؤال كثيرا خارج بلدي المغرب وأجيب بهذه المقالة
حلت هذه السنة الذكرى السابعة عشرة لجلوس جلالة الملك محمد السادس على العرش، فترة لا تعني شيئا في تاريخ الدول، لكنها عنت الكثير للشعب المغربي، فقد تقلد مقاليد الحكم ملك مختلف بكل معنى الكلمة، مختلف في شخصيته وطريقة حكمه عن والده الراحل الحسن الثاني، ملك أقرب ما يكون الى أسلوب جده الملك الراحل محمد الخامس، كثير من الناس الذين عاصروا الملكين المحمدين الحفيد والجد وجدوا نقاطا عديدة يتشابه فيها الملكان، تشابه في نمط ممارسة الحكم ونزعة كبيرة الى فرض الذات والدفاع عن استقلالية البلد والدفع به الى الامام، ومساندة الشعوب المستضعفة وعلى رأسها شعوب افريقيا التي أولاها الملكان رعاية خاصة، فمحمد الخامس ساهم في تحريرها من براثن الاستعمار، ومحمد السادس ساهم ولازال في تحريرها من التبعية الاقتصادية للقوى العظمى، وأرسى معها شراكة حقيقية جنوب جنوب، من دول الجنوب والى دول الجنوب، فكان لذلك وقع كبير في نفوس الافارقة شعوبا ومسؤولين.
منذ تولي الملك محمد السادس الحكم، لقب بملك الفقراء، كسر كل الحواجز البروتوكولية بينه وبين شعبه، وجال المغرب كله شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وذهب بالوزراء والمسؤولين المختلفين الى أماكن لم يكونوا يستطيعون حتى نطق أسمائها، فصدق فيهم القول ان الملك محمد السادس علمهم الاسماء كلها، أسماء الأماكن التي لا يعرف احد من مسؤولينا أين توجد في الخريطة، من كان يعرف أنفكو او قرى ومداشر الاطلس والجنوب الشرقي والجنوب والشرق وغيرها من الجهات، من من المسؤولين كلف نفسه يوما ان يترجل من مكتبه المكيف في الرباط ليبحث عن جزء عزيز من بلده يحتاج ساكنوه الى ماء أو طريق معبدة او كهرباء، لا أحد الا الملك محمد السادس الذي ذهب لكل هذه المناطق في عز الصيف كما في أوج القر والبرد، ودشن مشاريع عادت بالنفع الكبير على عدد هائل من ساكنة هذه المناطق، فكان فعلا ذلك الملك القريب من نبض الشارع وتفاعل في مرات عديدة جدا مع هموم المواطنين وأعطى تعليماته لكي تحل مشاكل المواطنين في كل بقاع المملكة الحبيبة.
كثيرا ما أسافر خارج أرض الوطن، وغالبا ما أسال من قبل مواطني الدول الشقيقة والصديقة، لماذا تحبون ملككم؟ وكم تكون سعادتي غامرة لذلك، لان كل العالم يعلمون اننا نحب ملكنا حبا حقيقيا صادقا، ليس لشيء الا أنه ملك استثنائي في تاريخ هذه البلاد العظيمة، فعلا أجيبهم أننا نحب ملكنا لانه ملكنا، حب صادق لا حب المصلحة الذي يجيده الكثيرون.
نحب ملكنا يا سادة، لانه ذلك الملك العظيم الذي امتلك الجراة اللازمة لكي يقول ان المغرب وقعت فيه تجاوزات في وقت ما في حق مواطنيه، فاعلن بنفس الجراة العمل على تأسيس مصالحة حقيقية مع تاريخه، فامر بانشاء هيئة للانصاف والمصالحة درست ملفات التجاوزات وعوضت المتضررين، بل وتم بث شهادات المتضررين عبر شاشة التلفزة والتي تابعها الملايين حتى يقول للجميع ان المغرب سيقطع مع هذه الممارسات التي لم تصلح لتدبير الاختلاف في زمن القرن 21.
نحب ملكنا، لانه مبدع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يتفق الجميع على أنها كانت ذات الاثر الكبير في تغيير وضعية عدد من الفقراء في بلدنا العزيز، مبادرة كان لها وقع كبير لدى فئات عديدة من المجتمع وساهمت قي تقليص هامش الفقر في المغرب بشكل ملحوظ وباعتراف عدد كبير من المؤسسات العالمية المتخصصة.
نحب ملكنا لانه ملك الاوراش الكبرى التي طبعت عهده ومازالت، راينا مشاريع ضخمة ميزانياتها بملايير الدولارات، طرق سيارة وموانئ ومطارات غيرت فعلا وجه المغرب بشكل لافت، ولا ينكر هذه الاشياء الا جاحد وحاقد على هذه البلاد، مشاريع استطاع المغرب ان يكون رائدا فيها على مستوى العالم وليس مجاله الاقليمي او المحلي فقط، وقد شاهد العالم الملك محمد السادس وهو يدشن بورززات اكبر محطة لانتاج الطاقة الشمسية في العالم، محطة قال من خلالها المغرب للعالم اننا فعلا نستطيع ان نحقق ما يبدو للاخرين مستحيلا عندما تتلاحم ارادة الشعب والملك فلن يقف أمامها اي عائق مهما كان ومن أي كان.
نحب ملكنا لانه لا يتحدث لغة الخشب، ملك عندما يخطب يحس مواطنو هذه البلاد انه يتكلم بلسانهم، خطاب واضح لا يحتمل اكثر من تفسير ورسائل لكن من يهمه الامر واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، فيعظ ويذكر وينبه ويامر بطرق واضحة لا لبس فيها، كل خطاب يلقيه الملك محمد السادس يسمه الناس بالتاريخي لانه يكون ذا حمولة قوية ويكون بمثابة خريطة طريق للمواضيع التي تم التطرق اليها في الخطاب.
نحب الملك محمد السادس لانه ملك دائم التفكير في بناء شخصية قوية للمغرب، لا يتوانى في القيام بأسفار طويلة في كل بقاع العالم من اجل ان يثبت للعالم ان شخصية المغرب قوية وانه فاعل مهم في السياسة الدولية لا يمكن تجاهله، وهو ما أثبت علو كعب المغرب فعلا وتفوقه في كثير من الجوانب على بعض الدول التي تمتلك المال والنفوذ ولم تستطع ان تبلغ ما بلغه المغرب.
يا سادة ياكرام لسنا وحدنا كمواطنين مغاربة من نحب ملكنا، الملايين من الناس في افريقيا واوروبا وكل بقاع الارض يحبون هذا الملك الشجاع، لقد التقيت كثيرا من الناس من افريقيا ومن دول عربية مختلفة ومن اوروبا واسيا والامريكيتين فعبروا لي غير ما مرة عن اعجابهم وحبهم الشديد لملكنا جلالة الملك محمد السادس.
سنة 2004 عندما استضافت العاصمة السينغالية دكار أشغال القمة الاسلامية، استقبل الرئيس السنغالي انذاك عبد الله واد جلالة الملك محمد السادس من مطار دكار الدولي، وفي الطريق من المطار الى اقامة جلالة الملك، خرجت جحافل من المواطنين السنغاليين للترحيب بالملك، وعندما وصل القائدان الى مقر اقامة الملك محمد السادس، قال له الرئيس السنغالي كلاما تاريخيا ينم عن تجدر محبة هذا الملك في قلوب كثير من الناس، قال له عبد الله واد، يا جلالة الملك انا رئيس السنغاليين وأنت اميرهم.
لكل هذا وأكثر نحب هذا الملك العظيم.. نحن نحبك جلالة الملك.