“كذلك كان” مذكرات من تجربة هيأة الإنصاف و المصالحة يحط الرحال بمراكش

بقلم: صوفية الصافي

احتضن المركب الإداري و الثقافي محمد السادس فضاء المحاضرات لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، يوم الخميس 03  مارس 2017، حفل توقيف كتاب: “كذلك كان” و هو عبارة عن مذكرات من تجربة هيأة الإنصاف و المصالحة، لمؤلفيه: الأستاذ احمد شوقي بنيوب، و الأستاذ أمبارك بودرقة.

 اللقاء حضره عمدة مدينة مراكش: محمد العربي بلقايد، رئيس جهة مراكش آسفي: احمد اخشيشن، مدير المركب الادراي و الثقافي محمد السادس: جعفر الكنسوسي، وتولت الأستاذة ثريا إقبال تسيير الجلسة، فيما قام كل من الدكتور يوسف البحيري: عميد كلية الحقوق، جامعة القاضي عياض، و الأستاذ عبد الرفيع الجواهيري، الشاعر و الحقوقي بقراءة تأملية للكتاب. بالإضافة لحضور مجموعة من الأساتذة الجامعيين، حقوقيين مناضلين، أدباء، شعراء، وإعلاميين.

الكتاب: “كذلك كان”، هو فرصة للقارئ ليكتشف التجربة التي عاشها الكاتبين، و هي تجربة رائدة في تاريخ المغرب السياسي المعاصر، من حيث أنها مكنت المغرب من طي ماضي الإنتهاكات الجسيمة التي عاشها في ما نسميه ب: “سنوات الرصاص”، و أهم شيء في هته التجربة أن الهيأة في تقريرها الختامي جاءت بمجموعة من التوصيات، التي يمكن اعتبارها مشروع مجتمعي هائل، حيث أن اليوم المغرب هو بصدد تفعيل هته الأخيرة التي تهم المجال و الحقل لدستوري بترجيح كفة  القانون الدولي على التشريع الوطني، و التنصيص الدستوري على المناصفة، إضافة إلى الإصلاحات التشريعية و الحكامة الأمنية، و بالتالي فهذه التوصيات ستساهم لا محالة في إرساء دعائم البناء الديمقراطي و المجتمع الحداثي بمجتمعنا. كما صرح لجريدتنا الدكتور يوسف البحيري عميد كلية الحقوق بمراكش – جامعة القاضي عياض.

3

“كان لي الشرف بالقيام بقراءة تأملية لكتاب: “كذالك كان” لصاحبيه مولاي مبارك، و احمد شوقي”، كما يصرح لنا الشاعر عبد الرفيع الجواهيري، و يضيف: ” المؤلفين هما عضوان بهيأة الإنصاف و المصالحة، التي تعتبر أداء العدالة الانتقالية في المغرب.

استطاع الكاتبان من خلال عضويتهما بالهيأة أن يقدما مجموعة من الحالات الإنسانية و لمعطيات الدقيقة، حول أماكن الإحتجاز، حالات الإختفاء القصري، حول الحالات التي تمكنت فيها هيأة الإنصاف و المصالحة، أن تصل إلى قبور المختفين قصريا، و استطاع هذا الكتاب أن يقدم مادة ثرية للباحثين سواء في مادة التاريخ أو السوسولوجيا، أو في العلوم السياسية، كما أنه فرصة للسينمائيين و سيناريسن أن يأخذوا حالات هي في الحقيقة قصص حقيقية كتبت نفسها بنفسها”.

  حفل توقيع كتاب: “كذلك كان”، كان فرصة للقاء بثلة من الباحثين و التعرف على خبايا هيأة الإنصاف و المصالحة، عن طريق الأستاذين: أحمد شوقي بنيوب، و مولاي مبارك بودرقة، الذي صرح لجريدتنا أنه يعتبر هذا الحفل شرف كبيرا له، و وصف الكتاب على أنه شهادة حية من داخل تجربة هيأة الإنصاف، و أول درس يمكن أن نستخلصه من هذا العمل بحسب الأستاذ بورقة أنه لابد من الحوار مهما كان الخلاف حول المواقف أو التوجهات الحقوقية أو السياسية، فلا بد من الجلوس إلى طاولة المفاوضات و الإستماع لرأي الآخر و محاولة إيجاد حل وسط، كما قمنا به من حوارات بالكتاب الأول.

” استطعنا من خلال الهيأة الكشف على 868 حالة اختفاء قصري، و ظلت 6 حالات عالقة، و تعتبر تجربة الهيأة، التجربة الأولى في العالم العربي و الإسلامي، حيث لديها خاصية فريدة من نوعها، فهي لم تأتي على نزاع مسلح، و لم تأتي على انهيار ديكتاتوري وقيام نظام ديمقراطي كما هو الحال بأمريكا اللاتينية، إنما هي في استمرارية لنفس النظام، و قررت بكل جرأة أن تعالج الماضي المؤلم الذي كان يسمى: “سنوات الرصاص” و أن تنصف الضحايا، ليس ماديا، لأن الماديات ما هي إلا جزء صغير و رمزي فقط، و لكن الأهم هو الاعتراف بالحقيقية و الاعتراف أن الدولة هي التي سببت له المتاعب، ثم الإدماج الاجتماعي، الإدماج الإداري لضحايا و لعائلاتهم”.  

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد