رائحة من الطفولة : حساء و خبز من رمضان

نورا عمران

من طفولتي .
لم تكن، إلا مميزة، تلك الرائحه و رائحة الحساء الصاعدة من ذاك القدر الدي كانت تطهوه أمي و من ذاك الفرن الحديدي و تخرج منه رائحة زكية للخبز الذي تخبزه أمه و أنا بجانبها، أساعدها في تنقية الحمص من ذاك الوعاء البلاستيكي الأصفر، لأضعه في كوب صغير أحمر، بعدها تضيفه أمي للحساء …
كنت متلهفه و أنا أسأل أمي :
كم بقي على الأذان يا ماما ….
تلتفت أمي إلي مبتسمه و تسألني : هل انت صائمة اليوم؟………….
أنظر إليها ببراءة الطفولة، و أجيبها :
نعم يا أمي….البارحة صمت نصف يوم……………..وو اليوم نصف يوم ………………و
تتدخل أمي: قائله :
أكيد يا إبنتي، وإنه يوم ………………سنخيطه بخيط أبيض و ليصبح يوما ……………
و تبتسم ……………هي
بعدما ما ينضج الحساء المغربي : الحريرة
تغرف لي أمي في غراف أحمر، الحساء حتى تملأءه إلى عن آخره و و بيديها الكريمتين، تقطع الخبز الطازج الساخن من الفرن، تشطره نصفين و تمده لي فوق الإناء…
وبيدي، أحمله، مسرعة في اتجاه المسجد، و كلي فرحة
حينما كنت بالمسجد كنت أضع حذائي على العتبه و أدخل خاشعه، أنادي الفقيه :
الإمام……………..ينظر إلي مبتسما. بوجهه الابيض الناصع الجبلي الوزاني
أناوله الخبز و الحساء يضعه هو بدوره على الحصيره بقرب المأذنه……………و بعدها ينادي لصلاة المغرب
أنطلق و مسرعه للبيت لتناول الإفطار مع العائله و أنا فرحه

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد