حوار مع المخرج عبد الإله الجوهري عن فيلم ” رجاء بنت الملاح “

حاورته: صــــفــــــاء آغـــــــــا

 

الجوهري ” فيلم ” رجاء بنت الملاح ” أعاد نجاة بن سالم إلى الواجهة فنيا و إنسانيا

فيلم ” رجاء بنت الملاح ” للمخرج عبد الإله الجواهري  ومدته 70 دقيقة،  إستطاع من خلاله  أن يتحفنا بقصة  وثائقية توثق لنا واقع حياة  فتاة فقيرة عاشت متعة الشهرة  بعد تمثيلها في فيلم أجنبي حيث حصلت على أهم جائزتين من أبرز المهرجانات العالمية هما مهرجان مراكش السينمائي ومهرجان فينيسيا الإيطالي ، كل هذا كان يزيدها إيمانا وثقة على أمل تحقيق أحلامها و أولها  تغيير حياتها البائسة المنعدمة للأحسن  لكن للأسف لم يتسنى لها ما طَمَحَت إلى تحقيقه إلا لمدة قصيرة لتعصف بها الحياة مرة أخرى وتردها إلى واقعها المرير ، إلى أن إلتقاها المخرج ذات دورة من دورات مهرجان مراكش  ليقوم بإقناعها بتصوير تجربتها ومعاناتها من خلال إقصائها من حضور أهم المهرجانات  كمهرجان مراكش والتي حصدت أهم جوائزه أو من طرف مجتمع قاسي لا يرحم إستمتع بمشاهدة الفيلم والبعض الآخر سارع لإقتنائه من الأسواق لمشاهدته ليختص بعد ذلك في نقدها و ذمها فقط ونعتها بأبشع الشتائم ………..

جريدة إزوران بريس إلتقت مخرج العمل أثناء تغطيتها لأهم المهرجانات المغربية وهو مهرجان تطوان السينمائي الدولي والمستمرة فعالياته من 25 من شهر مارس وحتى 1من أبريل حيث كان لها اللقاء معه أكثر عن الفيلم وكواليسه . 

س : مرحبا بك معنا على جريدتنا إزوران بريس

ج : تحية لكل العاملين في هذا الموقع الجاد و الهادف 

س : حديثنا قليلا عن فيلم رجاء بنت الملاح ! كيف  اشتغلت عن الفكرة؟  

ج : حقيقتة عندما فازت رجاء بنت الملاح بجائزة أحسن  ممثلة في مهرجان مراكش أعجبت بشخصيتها المتواضعة والعفوية وعمقها الإنساني وبعد ذالك غابت عن الأنظار مدة ثلاثة سنوات تقريبا، إلتقيتها بعد ذالك صدفة  تبيع السجائر بالتقسيط، هنا جائتني فكرة صناعة فيلم وثائقي عن حياة رجاء الفائزة بجائزتين أحسن ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي ومهرجان مراكش، كيف لم تستطيع إستثمار هذه الجوائز لصناعة إسمها ومسارها السينمائي والفني بشكل عام وكان لي معها جلسات قررنا من خلالها تصوير فيلم  سنة 2006 حيث استمر التصوير لمدة  10 سنوات تقريبا. 


س : هل مدة التصوير كانت مقتصر فقط على زيارتك لمهرجان مراكش؟

ج : لا نحن صورنا على مراحل حيث الإنطلاقة كانت من منزلها وأسرتها  ثم بعد ذالك بدأت أتابع حياتها في  ساحة جامع الفنا من خلال دورات مهرجان مراكش، ما نشاهده في الفيلم ماهو الى ربع ماصورناه  معها ومع جيرانها  لأن  عملية التوضيب حتمت علينا حدف بعض المشاهد لأننا صورنا لساعات طويلة حياتها  في ساحة جامع الفناء و مع جيرانها، النتيجة  الحمد لله كانت فيلم واقعي إنساني صادق  فكما شاهدتم  حصل على 16 جائزة داخل وخارج المغرب. 

س : أستاذ الجوهري ممكن تكلمنا على ظروف وكواليس الإشتغال ؟

ج : عملية تصوير فيلم وثائقي في المغرب جد صعبة لأنك تصور بشكل مباشر ومع ناس عادين  وليس ممثلين ، كذالك تدخل رجال السلطة في إيقاف التصوير لتأكد من وجود ترخيص التصوير  و أشياء أخرى من هذا النوع … . وخصوصا التصوير في مكان شعبي  كساحة جامع  الفناء  فهو أمر صعب لكن الحمد لله نجحت، التجربة  كانت جد مشرفة بالنسبة لي . 

س : وهل وجهتك صعوبة مع عائلة رجاء أثناء التصوير؟ 

ج : عندما إنطلقنا  في التصوير سنة 2006 كان  لدينا في البداية مشاكل مع جيران البيت التي تقطن فيه نجاة على إعتبار المنزل يحتوي على مجموعة من الغرف كل غرفة تسكن فيها عائلة  أو أفراد كانوا يرفضون التصوير إلا بمقابل مادي وهذا شئ عادي  ، لكن الحمد لله إستطعت أن أكتسب تقثهم رغم المعناة والصعوبات على العموم المغاربة ناس طيبين …

س : نجاة او رجاء  كيف إستقبلت فكرة تصوير فيلم عن قصتها وحياتها الواقعية؟

ج : أحبت الفكرة لأنها كانت تعاني بشكل كبير طبعا، حيث طرحت مجموعة من الأسئلة. 

 

س : بعدما إنتهيت من الفيلم وشاهدته كيف كان إنطباعك الأول ؟ 

ج : بعدما إنتهيت من الفيلم كنت متشوقا لمعرفة رد فعل الجمهور … والحمد لله  عند عرض الفيلم سنة 2016 في المهرجان الوطني   حقق نجاح نقدي جيد و ترحيب من الجمهور، عند حصوله على جائزة لجنة التحكيم  كنت سعيد بهذا النجاح وسعيد أكثر بعودة نجاة بن سلام الى الواجهة و إلتفات المجتمع الفني لحالتها الإنسانية وعودتها الطبيعية الى العائلة الفنية .  

س : ماذا أضاف الفيلم لنجاة؟

ج : أضاف إليها الكثير أعادها إلى الواجهة  فنيا و إنسانيا و إلتفات الكل لحالتها، هناك من ساعدها معنويا وماديا،  وأصبحت توجه لها  الدعوات للحضور الى المهرجانات كضيفة شرف رسمية .

 

س : ماهو جديد الجوهري؟ 

ج : حاليا يجب أن أنسى مرحلة “رجاء بنت الملاح ” لأنني أنهيت  تصوير فيلمي الجديد “ولولت الروح”  ودخلنا الى مرحلة  التوضيب ، أتمنى أن يكون هذا الفيلم لبنة أخرى تضاف الى مساري الفني و أن تكون وافية لأحلامي وطموحاتي الإبداعية وأن يحقق نجاحا آخراً على الصعيد الوطني و الدولي لأنه فيلم مصنوع بحب وعشق وبرؤية مغربية .

س : ممكن أن تحدَّتنا قليلا عن قصة الفيلم ؟ 

ج : “ولولت الروح ” فيلم روائي طويل تدور أحداثه  في السبعينات أو بما يعرف عندنا في المغرب بسنوات الرصاص من خلال ثلاث قصص متفردة و لكن متقاطعة في نفس الوقت، شخصيات نمودجية بالنسبة للإنسان  المغربي من خلال شيوخ كالشيخ الروحاني و الكومانجي والصيد و العديد من الشخصيات و القصص التي يتناولها الفيلم .

س : نلاحظ من خلال أفلامك طويلة أنك تميل الى الوثائقيات الروائية ؟

ج : صحيح كل مخرج له وجهة نظر محددة و اُسلوب مختلف و قضايا يعمل على تحقيقها وأنا أعمل على الوفاء لقضايا الناس و المجتمع والغوص فيه و أنا لا أبحت عن العالمية أنا أبحت  عن المحلية و المحلية الأصيلة تقود إلى العالمية .

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد