حوار مع الفنان علي عليان مدير مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي

حاورته: صــــفــــــاء آغـــــــــا

في إطار  التغطية المستمرة لكل الفعاليات الفنية والثقافية إلتقت ” إزوران بريس ” مع الفنان والأعلامي الأردني ” علي عليان ” رئيس مهرجان ليالي المسرح الدولي  أثناء تغطيتها لدورته11 حيث إلتقته الزميلة الإعلامية  ” صفاء آغا ” وكان لنا معه الحوار التالي :


المسرح في مواجهة الفكر المتطرف هو عنوان الدورة 11 للمسرح الحر الدولي 

الإنتشار الجغرافي للعروض سواء على المستوى العربي والأجنبي هو هدف هذه الدورة وطموح أكبر نحو الدورات القادمة

الخبرة  الإدارية للتظيم طيلة سنوات المهرجان علمتنا التكيف مع جميع الظروف التي يمكن أن تعرقل سير المهرجان

المسرح المغربي هو مسرح عريق وله بصمة عبر تاريخ المسرح العربي 

 

س : بداية ذ علي ماذا يميز الدورة الحادية عشر لمهرجان ليالي المسرح الحر الدولي عن سابقتها ؟ 

ج : هذه الدورة تمتاز بأن هناك إنتشار جغرافي للعروض المسرحية وبما أننا إتخذنا شعار هذه الدورة الذي هو ” المسرح في مواجهة الفكر المتطرف ” فبالتالي نرسل عروض مسرحية إلى مناطق شعبية ومناطق نائية يمكن لأول مرة يعرض فيها مسرح مثل ” غور الصافي ” منطقة ” البحر الميت ” وأيضا كذلك إلى مناطق أخرى مختلفة  من أجل تحقيق الشعار على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الرنانة وبالتالي نحن معنيين ضمن المسؤولية الإجتماعية أن ننفذ ما يمليه علينا ضميرنا الفني لأن كما يعرف الجميع بأن الفن رسالة وهنا يأتي دورنا من أجل تحقيق هذه المسؤولية ، وما يميز هذه الدورة كذلك وجود ورشة مرادفة لعروض المهرجان وهي ورشة  تحت عنوان ” متعة أن تقف على الخشبة ” خصصت لتكون معنية بتكوين الهواة والناشئة المهتمة بالمسرح من أجل أن تتعرف على المسرح بشكل أكثر واقعية ومهنية وهي من تأطير الفنان والمخرج المسرحي التونسي ” معز القديري ” وسيكون نتاج هذه الورشة عملي وهو عرض مدته 12 دقيقة سوف يقدم في ختام المهرجان وهي التجربة التانية سبق وقدمناها السنة الماضية وكان عرض رائع، أيضا هناك على هامش المهرجان سيعقد بالتعاون مع ملتقى النقد الدرامي مؤتمر الطفل الأول معني بعدة أوراق عمل مختصة بمسرح الطفل و بالدراما المقدمة للطفل ويؤطرها مجموعة من المؤطرين من الأردنيين والأشقاء العرب ومن المغرب شارك معنا الدكتور ” سعيد كريمي ” في إحدى أوراق العمل وتشرفنا بالورقة الناجحة التي قدمها والمعبرة عن محتواها ، أيضا هناك توسع بإستقطاب العروض العربية والأوروبية، بالنسبة للعروض العربية معانا مصر – تونس – فلسطين – الإمارات بالأضافة للأردن وهي عروض منتقاة بعناية شديدة ، و لأول مرة في تاريخ المهرجان تكون لدينا ثلاثة دول أوروبية بالعادة تكون لدينا مشاركة دولة أو دولتين ونأمل أن يزيد هذا العدد في السنوات القادمة . 


س : ذ علي هل تعتمدون في إختياركم للعروض المشاركة على المعيار الجغرافي أم أنها إختيارات محضة بالنسبة للعروض الجيدة التي ترونها مناسبة للعرض على أرض المسرح ؟ 

ج : طبعا لا ننظر للحدود الجغرافية في إختيار أي عرض مسرحي ما يهمنا في العرض المسرحي هو جودة المنتج فبالتالي هو الذي يحكم بالأساس في إختياره للمشاركة  ، بمعنى أنه لايوجد لدينا إختيار لمجرد الحدود الجغرافية لبلد ما، ممكن مثلا هالدولة تشارك هذه الدورة الدورة الجاية لا وهكذا . 


س :  إخترتم هذه الدورة عمل مسيرة كرنفالية في إفتتاح المهرجان كيف جاءت الفكرة وهل تودون بذلك أن توجهوا للعالم رسالة معينة ؟ 

ج : هي تاني تجربة لعمل مسيرة كرنفالية لإفتتاح المهرجان بشكل أوسع التجربة الأولى كانت الدورة الماضية وكانت دورة بمثابة منعطف وتحول في مسيرة المهرجان وقفنا عندها على تجربة عشر سنوات وكان هناك تداعيات داخلية ووضعنا أسس جديدة لتطوير آلية عمل المهرجان وأيضا آلية إختيار البرامج المرافقة فكانت فكرة إقامة مسيرة كرنفالية للدول المشاركة بمشاركة القوات المسلحة وخيالات الدرك ومجموعة من الفرق والعرائس والدمى الضخمة  من ميدان جمال عبد الناصر إلى المركز الثقافي الملكي مقر المهرجان ،  وأطلقنا عليه كرنفال الفرح لأن الناس بحاجة للفرح و من أجل توجيه رسالة حب وسلام وأمان للعالم في ظل ما تمر به المنطقة العربية والعالم ومن منطلق شعارنا الذي هو ” مواجهة المسرح للفكر المتطرف “.


س : رغم كل هذه العوامل والأنشطة المرافقة للمهرجان التي سعيتم من خلالها للرفع من مستوى المهرجان دورة بعد دورة و الرقي بمستوى المسرح الأردني على المستويين العربي والدولي إلا أنكم لازلتم تعانون من ضعف الميزانية ومشاكل التموين إلى ماذا يعزى هذا ؟ وعلى ماذا تعتمدون للإستمرارية المهرجان  ؟ 

ج : كما لاحظ الجميع وضع المهرجان إلا أن هنا حضور كبير للجمهور والفرق المشاركة وضيوف المهرجان والإستضافة والكلف المترتبة  علينا ورغم هذا ، إلا أنه عمليا لم يدخل في ميزانية المهرجان إلا مبالغ بسيطة حسب آليات البيروقراطيات الحكومية  وهي أنه لابد من عمل تقرير إنجاز ثم فيما  بعد يمكن  أن نتلقى الدعم فهذا طبعا يربك برامج المهرجان ويربكنا أيضا في العمل وفي وضع الأسس التي نشتغل عليها كوضع أسماء الضيوف في اللحظات الأخيرة ، فبالتالي طبعا تعودنا من خلال الخبرة الإدارية في التنظيم أن نعمل ونجهز كل شيء وبعدها يتبين لنا إذا نجحت معنا الأمور أم لا ، وقتها نضطر للتكيف مع كل الظروف الموجودة، وبالنسبة للأزمة المالية بالنسبة لسنوات الخمس الأخيرة لا أخفيك بأنها أثرت بشكل كبير على الفن والمسرح والثقافة فبالتالي صار هناك إختزال كبير لإن الحلقة  الأضعف في الميزانية  هي الثقافة، أيضا نحن تأثرنا بهذا الإختتزال  وصار التقطير علينا بالدعم ، طبعا هي مسؤلية الدولة بالأساس أن تكون هي راعية الثقافة والفن، و لأن الثقافة والفن  بطبيعة الحال ليس لديهامردود مادي، فنحن متطوعين بالأساس ولا نتلقى رواتب من هذا المهرجان ولا من هذا المشروع وكل الذين يشتغلون بالمهرجان هم متطوعون لأنهم مؤمنون بالفكرة وبالإنجاز وبتراكم الخبرات ومؤمنون أيضا بالإستمرارية التي هي الأساس ،لأنه صار لدينا 11سنة من الإيمان الكبير بالإستمرارية ونخطط للمهرجان سنة كاملة من إنتهاء الدورة نبدأ في الإعداد  للدورة القادمة وهذا ما يشعرنا بالراحة بالنسبة لمسألة التحضير والإعداد ويأتي المهرجان بشكل سلس وناعم لا نرتبك لأنه نكون جاهزين و محضرين لكل شيء أما إذا توقفنا عند مسألة  أن تعطينا  الدولة التموين لكي نكونوا قادرين على العمل، لن يكون هناك مهرجان بهذه الطريقة طبعا ، فلهذا كما قلت نحن نحضر كل شيء وبعدها مبالغ الدعم تأتي .

س : ذ علي ماذا عن غياب المشاركة المغربية هذه الدورة ؟

ج : حقيقة أتتنا هذه الدورة عدة مشاركات من المملكة المغربية رغبة في المشاركة هذه الدورة لكنها كانت دون المستوى مقارنة مع باقي العروض المشاركة التي تم قبولها للمشاركة نحن يهمنا مشاركة المغرب وأعتقد أن المغرب في الدورات الفارطة كانت له مشاركات مهمة معنا بالمهرجان كما أصبح لدينا معاناة لإستقطاب فرقة مسرحية من المغرب  وعلى ما أذكر أن الفنانة  ” نجمة زيطان ” كانت موجهة لها دعوة للمشاركة في إحدى الدورات لكنها لم تستطع أن تؤمن لها الدولة تذاكر سفرها لأننا نعمل على خلفية التبادل الثقافي بمعنى أن الفرقة المشاركة دولتها هي المسؤولة عن تأمين تذاكر سفرها ونحن نتحمّل نفقات الإقامة و التنقلات وأيضا فرقة أخرى وجهت لها دعوة في أحد العروض ولكن لم تستطيع القدوم للمشاركة فدائما هو نفس العائق اللوجستيكي ” تذاكر الطيران ”  .

س : ما جديد الفنان علي عليان على المستوى الدرامي والسينمائي هذه السنة ؟ 

ج : الآن لدي فيلم سينمائي  روائي قصير  أنجزته مؤخرا من تأليفي وإخراجي إسمه ” أوراق منسية ” وهي قصة إنسانية يحكي عن علاقة حب قديمة لكن لم ننتهي من وضع اللمسات الأخيرة عليه وهو في مرحلة الأعمال الفنية للفيلم وهو من بطولة الفنانين الأردنيين  ” حسن الشاعر ” و ” أريج دبابنة ” وكذلك عندي  عمل أخر وهو المشاركة بمسلسل طويل 30  حلقة  وهو مسلسل بدوي  تحت عنوان ” وعد الغريب ” من إنتاج المركز العربي إخراج المخرج الأردني الكبير ” حسين دعيبس ” ومشاركة عدة فنانين أردنيين وعرب وأجانب  سيبث ضمن السباق الرمضاني  أشارك بدور الشيخ ” بادي ” وهو الشيخ الذي أسند لديه دور الشر  وهو خط  الشر في المسلسل من من حيث تدبير وإحاكة المؤامرات والقتل .

س : ذ علي أنت كمسرحي مخضرم ما هو رأيك بالمسرح المغربي ؟ 

ج : حقيقة هي تجارب تتفاوت  من حيث المستوى  وليس التجربة المغربية فقط بل على على المستوى العربي بصفة عامة ، لأن المسرح هو إبداع وخيال لدى المخرج  وخيال لدى الممثل ، حيث شاهدنا في السنوات الفارطة تجارب مهمة للفنانة ” ثريا جبران ” والراحل الرائع والمسرحي الكبير  ” الطيب الصديقي ”  والكبير  ” عبد الكريم برشيد ” والمسرح المغربي هو مسرح عريق وله بصمة قوية عبر التاريخ المسرحي تعلمت منه أجيال وأجيال ونتمنى أن يستمر ويدعم أكثر للرقي به مستقبلا.

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد