حوار مع السيد يوسف شريف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

حاورته: صفاء آغا


أهم شيء للإرتقاء بالسينما العربية مستقبلا هو دعم صناع الأفلام لتبصر أعمالهم النور  …… إزوران بريس إلتقت  به أثناء تواجدها لتغطيتها لفعاليات المهرجان وكان لها معه الحوار التالي :

س: ذ يوسف خلينا نبدأ حوارنا هذا بالفاجعة التي إستيقظنا عليها صبيحة اليوم وهي وفاة أحد أعضاء الوفد المغربي الناقد الكبير ” مصطفى المسناوي ” كيف كان وقع الخبر على إدارة المهرجان ؟

ج: طبعا كان وقع الخبر صدمة مفجعة بكل المقاييس وغير متوقع بالمرة، فأحيانا  لما يسمع الإنسان بأن الشخص الذي إختاره الله سبحانه كان مريضا جدا فيكون على الأقل مهيأ نفسيا  لتلقي أي خبر حتى لو كان قد حان وقت رحيله، لكن لما تفاجئي بأن شخصا في قمة حيوته وحسب ما سمعت أن ليلة رحيله كان جالسا مع مجموعة من الأصدقاء جلسة حميمية ويخططون لأعمال مشتركة سوف تجمع بينهم ومستمتعين بالحياة وفي لحظة تسمعين أن تعرض لأزمة قلبية اللهم لا إعتراض على حكم الله، فكان شيئا صعبا و أنا عملت أنه كان حريصا دائما على القدوم إلى القاهرة لأنه يحب هذا البلد الذي يبادله نفس الحب فالذي يمكن أن أقوله عن شخص كالراحل العظيم  ” مصطفى المسناوي ” هو الرحمة والنور عليك أيها الغالي وعزاؤنا لأسرته وللسينمائئن المغاربة و للمغرب الشقيق ملكا وحكومة وشعبا .


س: ذ يوسف بإعتباركم المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ماهو جديد هذه الدورة 37 و ماذا يميزها عن سابقتها من الدورات ؟

ج: المهرجان منذ عدة سنوات هو قائم على المسابقة الدولية وهذه المسابقة تضم 16 فيلما , منها فيلمين مصريين و14 فيلما من دول مختلفة غير المسابقة الرئيسية هناك قسم أخر هذه الدورة هو فسم العروض الخاصة يضم 20 فيلما من أهم الأفلام التي أخذت جوائز في أهم المهرجانات الدولية وقسم أخر لأهم الأفلام التي شاركت في أهم المهرجانات الدولية لكنها لم تحصل على جوائز، بالإضافة إلى قسم أفلام التحريك اليابانية وهذا قسم لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي ومتواجد في مهرجانات دولية قليلة نظرا لأن إستديو ” جيبلي ”   في اليابان مشهور جدا بأفلام التحريك  ولأن هذه الأفلام أثرت بشكل كبير في مخرجين تخصصوا في أفلام التحريك سواء في أمريكا أو أوروبا، وقدمنا كذلك قسم أخر خاص بالأفلام الكلاسيكية المرممة وهذا القسم يتوفر على خمسة أفلام مرممة وهذا كان حلم من أحلام المخرج الأمريكي ” مارتن سكورسيزي ” وهو دائما كان متحمس لترميم الأفلام الكلاسيكية خوفا عليها من الإندثار، فوقع إختيارنا نحن كلجنة قائمة أفلام مرممة وهي فيلم من السينغال و فليبين و روسيا و إيطاليا وهكذا ……بالإضافة إلى فيلمين مصريين رممتهم قناة روتانا وكما يعلم الكثير أن روتانا إشترت عدد كبير من الأفلام المصرية حيث إبتدأوا في ترميم العديد من هذه الأفلام على وجه الخصوص فيلم ” إمبراطورية ميم ” و  ” دعاء الكروان ” وبالنسبة للتكريمات فقد إرتأت إدارة المهرجان بما أننا فوجعنا هذه السنة برحيل ثلاث مدارس مختلفة من السينما المصرية  وهم ” فاتن حمامة ” و “عمر الشريف ” و ” نور الشريف ” فكونت لجنة  إستشارية تضم الفنانة يسرا والكاتبة مريم نعوم والمخرج محمد كامل الأليوبي والناقد طارق الشيناوي  وشحصيتين أخرتين لإقتراح بعض الأفكار وسماع أفكارهم وخلاصة هذه الإجتماعات برزت فكرة أن نخصص جائزتين بإسم  الراحلة  ” فاتن حمامة ” أولاها  تمنح لشخصية سينمائية مصرية وهذه الشخصية هي الفنان ” حسين فهمي ” وشخصية سينمائية أجنبية وهي الفنانة ” كلوديا كاردينالي ”  تقديرا لمسيرتهم الفنية، و جائزة تميز منحت للفنانة المصرية ” نيللي كريم ” والفنانة  والمخرجة ومصممة الإستعراضات الهندية  فرح خان .

كما أصدرت إدارة المهرجان كذلك كتبا عن الشخصيات الراحلة وهي كتاب عن سيدة الشاشة ” فاتن حمامة ” كتابة الناقد طارق الشناوي وكتاب عن النجم العالمي ” عمر الشريف ” تأليف الكاتب محمود حسين، وكتاب عن النجم ” نور الشريف ” كتابة الناقد وليد سيف وسيتم تأليف كتيب باللغة الإنجليزية للتعريف بالشخصيات الراحلة للأجانب وعرض أفلامهم في المسرح المكشوف بمعدل فيلمين في اليوم لمدة ثمانية أيام مع تخصيص ترجمة باللغة الإنجليزية أو الفرنسية  .

س: ماهي المعايير التي تعتمدونها كلجنة مشاهدة وإختيار الأفلام للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان ؟

ج: طبعا نحن كمهرجان مصنف حرف ” أ ” وخبرة إتحاد المنتجين إلى جانب أكبر 14 مهرجان في العالم كمهرجان  ” فينيسيا “، ” سان سيبستيان “، ” كان “، ” طوكيو “، ” موسكو “، ” برلين ” ….. فيما يتعلق  بالمسابقة فإنه لا يحق لنا أن نعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام سبق لها و أن عرضت في مهرجانات أخرى عالمية مصنفة حرف ” أ “، لكن يمكن إختيار أفلام عرضت في أقسام جانبية أوعلى الهامش مثل مهرجان ” كان ”  قسم  ” أن سيرتان روغارد ” أو مثل مهرجان “برلين ” قسم ” بانوراما ” وهكذا …… وطبعا أخذنا بعين الإعتبار كل هذا وأعتقد أن توفقنا في إختيار أفلام متميزة للمشاركة في المسابقة الدولية، أما بالنسبة للأقسام الأخرى فإنه لا يوجد أي حرج في أن نعرض فيها أفلام سبق لها وأن عرضت في مسابقات رسمية في مهرجانات أخرى .

المشكلة التي تواجهنا وظلت تواجهنا حتى في السنوات الفارطة وهي أنه القاهرة ومصر عموما ليست قادرة على جذب موزيعي الأفلام الأجنبية مع العلم أن الأفلام الأجنبية التي توزع في الشرق الأوسط  وهي من إنتاج وتوزيع ” ميجير كامبنيز ”  مثل ” كلومبيا “، ” فاكس وارنر ” وهكذا …..هذه الافلام لها في مصر مكاتب حيث يعتبر الذين يديرونها وكلاء ” لفوكس ورنر “، أما غير ذلك من أفلام الإنتاج الأمريكي غير الموزع من خلال الشركات الأجنبية الكبرى فيقوم بشرائها الموزعون في دول الخليج أو موزيعين لبنانيون، أما الموزيعين المصريين فهم يقومون بأخذ  هذه الأفلام من هؤلاء الموزيعين ويقومون بتوزيعها لحسابهم مع حصولهم على نسبة من التوزيع، لأن الموزيعين المصريين ليست لهم القدرة على شراء أفلام أجنية والقيام بالدور الذي يقوم به الموزعون اللبنانيون والخليجيون، وهذا لا يشجع الموزيعين والمنتجين الأجانب على بعت أفلامهم للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة أو خارج المسابقة الرسمية، لأن ليس هناك سوق لتوزيع وكذلك ليس هناك جوائز مالية يمنحها المهرجان وبالتالي فهم يفضلون بعت أفلامهم علة مهرجانات الخليج مثل مهرجان دبي لأنه يمنح جوائز مالية أو مهرجان أجنبي مثل برلين لأن هناك فرص أكبر لتسويق و البيع و التوزيع وتسليط الضوء عليها غير الجوائز المالية .

س: ما هي الصعوبات التي واجهت المهرجان في هذه الدورة37 سواء مادية أو إدارية خصوصا وأن الكل يعلم أن هذه الدورة إستثنائية في ظل كل الظروف التي تمر بها البلد ؟

ج: أكيد هناك صعوبات فميزانية المهرجان اليوم ضعيفة جدا لا تتجاوز تسعة ملايين جنيه مصري مما نتحصل عليه من تمويل من وزارة الثقافة و وزارة السياحة  و وزارة الشباب و لكي أن تتخيلي أن المبلغ المرصود من وزارة المالية  للمهرجان هو ستة ملايين جنيه منذ عشرين سنة من عمر المهرجان بمعنى كيف يعقل أن يحقق هذا المبلغ ماكان ينجز منذ عشرين لليوم في ظل كل هذه التضخمات للاسعار فبالتالي قيمة المبلغ اليوم يساوي نصف قيمته السابقة، فحقييقة المهرجان يقام بميزانية بسيطة جدا مما إضطرنا لتخفيض فترة الإقامة لضيوف المهرجان  وكذا هو الحال لصناع الأفلام حيث تتم دعوتهم لثلاثة ليالي فقط بمعنى يصل اليوم يعرض فيلمه في اليوم الموالي اليوم الثالث نؤمن له جولة سياحية  بعدها يسافر إلى بلده وهذا كله كما قلت في السابق راجع إلى ضعف الميزانية وتحديدا هذه السنة واجهنا بعض الصعوبات الخارجة عن إرادتنا وهي حادث إسقاط الطائرة الروسية  قبل بدء المهرجان بأيام قليلة ثم ماحدث في فرنسا من أحداث إرهابية رهيبة هذا مما أدى إلى إعتذار بعض الضيوف المهرجان المهمين مما أثر على فعاليات الندوات التي تقام خلال أيام المهرجان عقب مشاهدة الأفلام .

س: كلمنا ذ يوسف ماذا عن المشاركة المغربية في الدورة 37 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ؟ ولماذا لا نرى في مهرجان بحجم القاهرة السينمائي تكريم لرواد السينما المغربية ؟

ج: بالنسبة للمشاركة المغربية هذه السنة هناك فيلم للمخرجة ” تالا حديد ” المفروض أنه كان ضمن البرمجة لكن لم يتم عرضه  لسبب أو لأخر ولا أعلم ماهي ظروفه كما توجد في قسم البانوراما  وكذلك على مستوى لجان التحكيم حيث يمثل المغرب فيها المخرج الكبير ”  محمد إسماعيل ” لكن الحقيقة هناك أفلام عربية  ترسل إلينا من مختلف الدول العربية رغم عدم علمهم بوجود مسابقة للأفلام العربية حيث كنت أقوم بأرسالها على المسؤول عن السينما العربية  لكن لابد من شخص ينبهنا للأفلام المغربية الجيدة التي يمكنها أن تشارك في مهرجان القاهرة السينمائي سواء في أفاق السينما العربية أو المسابقة الدولية  وكذلك في إنتقاء رواد وشباب السينما المغربية .

وأنا جد سعيد بتجربة السينما المغربية التي تخطت الكثير من الصعوبات بمعنى من إنتاج فيلمين أو ثلاثة أفلام في السنة إلى عشرين أو أكثر حسب معلوماتي غير الإنتاج الغزير للأفلام الروائية القصيرة والأفلام الوثائقية والتسجيلية، وهذا نتيجة للسياسة الرشيدة  التي تتبعها الدولة في دعم الأفلام من خلال لجان القراءة وإختيار النصوص ولجان الدعم، بل وأتمنى أن تعم هذه السياسة والإستراتيجية معظم الدول الأخرى خاصة مصر.

س: ذيوسف أنت  كسينمائي مخضرم وإعلام كبير سافرت وشاركت في العديد من المهرجانات الدولية والندوات السينمائية كيف تقيم وضع السينما المصرية والعربية عموما وماالذي ينقصها لمنافسة السينما العالمية في ظل الوضع التي تمر به المنطقة ؟

ج: أولا هناك فرق شاسع بين السينما العربية قبل  10 سنوات الماضية أو أكثر والأن، بمعنى أن قبل هذه العشر سنوات ظهرت هناك صناديق دعم للسينما في مهرجان دبي ومهرجان أبوظبي والدوحة وهذه الصنادق في حقيقة الأمر ساعدت كثيرا في إنتاح وعمل أفلام ولولاها بإعتقادي كانت ستكون هناك صعوبة في أن تظهر هذه الأعمال إلى النور، ورغم أن مصر هي أقدم دولة في صناعة السينما في الوطن العربي إلا أكبر مخرجيها الأن تجدهم يعملون فيلم كل خمس سنوات فالجميع بات يعرف الوضع الحالي للمنطقة الشيء الذي أثر على العديد من القطاعات أهمها المجال السينمائي مثلا المخرج ” أسامة فوزي ” مخرج متميز لكن الأن هو جالس في البيت، فمن هذا المنطلق  وردا على سؤالك المهم جدا وهو ملذا ينقص سينمانا في الوطن العربي  ؟ هو الدعم للصناع الأفلام، فأنا لطالما كنت دائما أناشد كل الأنظمة بشئ مهم وأساسي هو ” إدعموا السينما في بلدانكم ” لأن بالسينما ترتقي الشعوووب .

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد