حاورته: صفاء آغا
س : ذ مسعود ماهو جديد هي الدورة الأولى من العقد الثاني لمهرجان دبي السينمائي من حيث برمجة الأفلام بإعتباركم المدير الفني للمهرجان ؟
ج : السؤال بالنسبة لماهو جديد صعب شيئا ما، لكن دعينا نقول أننا نحن نمضي في فكر و توجه معين وكذلك في رؤية معينة ونحاول أن نمشي على حسب ما تتطلب هذه الرؤية، بمعنى من البداية كان الهم كيف تجعل من المهرجان للعرب بالدرجة الأولى، ونعطيه هذه النكهة العالمية ليس فقط لنهتم بالغرب كغرب، ولكن مهم أن يصل الفيلم العربي إلى الأخر، نحن مشاكلنا في التوزيع وفي فهم الأخر حتى في الدول العربية لدينا مشاكل في إيصال الصورة الحقيقية لكل بلد إلى الأخر، فلما تتبنى هذه الفكرة بمعنى كيف يمكنك أن تخلق حوار ما بين العربي العربي ومابين العربي وغير العربي فأنت بالضرورة تفكر أن هذا هو الهم الاساسي، ومن خلالها تعمل على مشاريع تحاول أن تصب في هذا المنحى، فذلك هذه السنة وبعد عشر سنوات راجعنا أنفسنا في ما عملنا وما نريد أن نعمله في السنوات القادمة، فوجدنا أنه المهرجان يجب أن يحافظ على هذه النقط التي بالأحرى هما نقطتان مهمتان المسابقة العربية والإهتمام العربي ومحاولة فتح أفق للسينما العربية بأن تجد منافذها وبنفس الوقت نحافظ على هذا الحوار بمعنى خلق حوار مفتوح ما بينا ومابين الأخر وكل مايترب على ذلك فإنه يمشي على نفس المنحى إلا أننا هذه السنة مثلا أضفنا فكرة التوزيع التي هي مشكلة أزلية وكبيرة ومشكلة ما لها حدود ولا شكل تسطيع أن تنفذ من خلاله، في الغرب هناك أطر معينة وقوانين معينة يدخل فيها الفيلم ويجد منافذ بينما في الوطن العربي لا توجد هذه الأسس، فربما هذه السنة وبالدفع بعملية التوزيع وإختيار خمس موزعين لأن يقوم بمشاهدة أفلام المهرجان العربية وكل موزع يجب عليه على الأقل أن يأخذ فيلم واحد لتوزيع داخل الصالات كتجربة أولى لأن نسعى في السنوات المقبلة أن نضخم هذا ونعطيه ايضا زخما ليس فقط أن يوزع الفيلم في الإمارات أو في الوطن العربي بل أيضا إلى منحى أخر كي يصل إلى الأخر الذي هو البعد الدولي.
س : ذ مسعود شعار هذه الدورة للمهرجان ” السينما حياة ” لماذا إخترتم هذا الشعار بعد سنوات من الشغف وهل السينما حياة ؟
ج : أعتقد أن كل شيء في المهرجان كان مؤشر على أن هذه السنة يالدرجة الأولى هي سنة خليجية إماراتية بحثة، وذلك بشكل الإنتاج الذي موجود، فلذلك وجدنا نحن أن علينا أن نذهب في هذا المنحى أيضا، السينما حياتي بمعنى أن الإنتاج بدأ في الإمارات بدأنا نشاهد أفلام روائية طويلة وكم هائل من المخرجين بدأنا نلاحظ أن الخليج بدأ يتغير وأيضا يعمل أفلام، أعتقد أنه رمز بشكل او بأخر للقادمين أن يعتبروا أيضا أن السينما حياتهم ويمشون فيها بشكل ثابت، يكمن أن الكل لاحظ أن التقديم كان من خلال إختيار مخرجين إماراتيين يتحدثون عن ما مضى في العشر سنوات الماضية في التجربة الإماراتية فقط، وربما كلمة الأستاذ ” عبدالحميد جمعة ” رئيس المهرجان كانت فقط إقتباسات عن السينما لكن كلها تصب في منحى أن السينما جزء مكون من حياتك وليس جزء مهمش أو هامشي، بمعنى أن السينما ليست فقط لترفيه بل هي جزء مهم من الحياة ومن حياتك الشخصية فإذا هي عاشت فيك فهي بالتالي أكيد سوف تنعكس في مكان ما على تصرفاتك وعلى إهتمامك وعلى مثابرتك في عمل الافلام.
س : ذ مسعود كل سنة تكون مفاجئة في برمجة الأفلام هذة السنة لاحظنا وجود أو مشاركة 55 فيلما كعرض أول دولي ما تقيمكم لهذا وهل هو إهتمام بالكم أم بنوعية وجودة الأفلام المختارة ؟
ج : لا، كان من الممكن أن نعمل برنامج المهرجان كله أفلام عرض أولي لو كنا نهتم بالرقم لأنه جاءتنا أفلام كثيرة كعرض عالمي أول، لكن هناك فلسفتين، فلسفة للمتلقي وفلسفة للمهرجان، المهرجان ما يهمه بالدرجة الاولى هو أن يتيح الفرصة للمتلقي أن يختار ويشاهد ما تم إنتاجه، والمهرجان ليس ” مفلتر ” بالدرجة الأولى لكل شيء، من وجهة نظرنا مثلا في فيلم إماراتي جديد روائي طويل مقايسه السينمائية جيدة، كيف سيتلقاه المتلقي هذا راجع للمتلقي، لكن كمهرجان يستحق أن نعرض للمتلقي وإذا ما كان موجود هذا الفيلم سوف نسأل لماذا هذا ليس موجودا، وإذا عرضناه يقولون كيف تم إختياره، نحن مثل خلينا نقول مثل “فاترينا ” ثقافية فيها كل أنواع الكتب والروايات والأفلام على المتلقي أن يأخذ ما يشتهي، المشكلة أنه يقع خلط بين هذا المفهومين أنه لماذا المهرجان إختار هذا الفيلم ولم يختار هذا الفيلم وهل راجع للكم أم الجودة، أنا لا يعنيني هذا كله أنا ما يعنيني أن أقدم لك ماهو موجود بحده السينمائي إذا هو أقل من حده السينمائي لن يتم إختياره أساسا، لكن الفرز والنقد والمتابعة يكون من طرف الجهات الاخرى، وإلا نكون نحن نمضي في المهرجان على ذوقنا الخاص وهذا غلط ولن يتيح للأخر فرصة التعددية، إذا فيلم مثلا حتى لو كان لنقل فيه هذه الصبغة السائدة ممكن أن نعرضه لكن هناك فيلم فني وهناك فيلم تجريبي وهناك فيلم رعب واخر كوميديا، أنا كمهرجان لا أنظر إلى هذه التصنيفات .
س : ذ مسعود أنت كمدير فني للمهرجان ماهي المعايير التي تعتمدونها أنتم كلجنة مشاهدة لتقييم الافلام كي تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان ؟
ج : بالتأكيد هو المعيار السينمائي بالدرجة الأولى لكن أحيانا ندخل في المعايير الجغرافية , لو مثلا أنا لدي 7 أفلام جيدة جدا وممتازة وكلها أفلام تصلح أن تكون في المسابقة الرسمية وهي من دولة واحدة لن أخذ السبعة، يعنيني المعيار الجغرافي لكي أعطي فرصة للدول والمناطق الأخرى أن تكون موجودة، بمعنى لما تريد أن تعمل برنامج شامل ومفيذ وخاصة للسينما العربية فأنت دائما تبحث عن الجغرافية كذلك ضروري أن يكون موجود فيلم من المشرق والمغرب، يعني هذه السنة يوجد فيلم موريتاني قصير في المسابقة الرسمية وهذا شيء مفرح، أنه موجود فيلم بمعايير جيدة وليس لأنه من موريتانيا فيجب أن يكون موجود مثلا، لكن معايير السينما هي مع التوزيع الجغرافي مع أمور كثيرة أخرى، لكن الأساس في الحكم ماذا سينمائية الفيلم وإنسانيته وما هي الحكاية التي يرويها هذه هي المعايير، وأنا شخصيا أميل للسينما التي فيها تجريب وتجارب بالدرجة الأولى وفيها كسر للسائد وللقالب السينمائي وهي التي تثيرني بشكل أفضل من فيلم يكرر ما هو موجود .
س : ذ مسعود قلتم انكم سعيتم هذه السنة للتعريف أكثر بالسينما الخليجية والإماراتية تحديدا هل كنتم ترون أن السينما الإماراتية والخليجية كان حقها مهضوم بعد توالي كل هالسنوات من مهرجان دبي السينمائي للدعم السينما العربية وهل الأن باتت تأخذ مكانتها ؟
ج : أنا بدأت مع سنيما الإمارات منذ بداياتها من مسابقة أفلام من الإمارات التي هي كانت ربما البدرة لكل ما يحدث اليوم بالساحة الخليجية، كنا سابقا نعرض أفلام قصيرة وليست أفلام بدائية، وسئلنا نفس السؤال هل هذه أفلام فعلا ؟ هل تنظمون مهرجان لتعرضوا لنا أفلاما مثل هذه الأفلام ؟ وكان دائما الرهان على المستقبل وليس الأن، في وضع لا يوجد فيه إنتاج حقيقي ليس هناك شركات تدعم صناعة الافلام، والثقافة السينمائية تكاد تكون معدومة، طبعا أنا أتكلم في بداية الألفية ” 2000 ” نوع من السينما هو الذي كان يشاهد وهي السينما الأمريكية هي التي كانت سائدة مع الهندية كذلك، لا أتصور سوف يطلع مفكر سينمائي من هذه النوعية من الأفلام، فكنا نراهن على أن المستقبل وليس اليوم، ومضت سنوات وتشكلت أسماء وتشكل وعي سينمائي مع وجود المهرجانات في دولة الإمارات “دبي ” و ” أبوظبي ” و ” الخليج ” صار هناك مساحات لتعددية والنظر والمناقشة والإستماع والإستفاذة وأتوا نقاذ وعملوا ورشات سينمائية، فاليوم مهرجان دبي فيه كم من السينما الخليجية وهذا جميل جدا، ربما بداية الخطوة مثل ما كنا في “2000” ببداية الأفلام القصيرة فاليوم نقول أن هذه بداية الأفلام الطويلة فالمشوار لازال قادما نحو السينما الإماراتية والخليجية.
س : ذ مسعود ماذا عن مشاركة السينما المغربية هذه الدورة في مهرجان دبي السينمائي الدولي ؟
ج : يمكن أن تكون هذه السنة هي أقل سنة تكون فيها سينما مغربية لكن المخرج ” هشام لعسري ” موجود بفيلمه ” البحر من ورائكم ” داخل المسابقة الرسمية للمهرجان وهو مخرج مبدع كانت له مشاركة أيضا السنة الماضية بفيلمه ” هم الكلاب ” داخل المسابقة والذي أحرز جائزتين ومشاركة أخرى كذلك هذه السنة للفيلم وهو فيلم صور في المغرب لكن بإنتاج أجنبي مشترك للمخرجة ” تالا حديد ” وهي مخرجة عراقية مغربية، وهذا هو الإنتاج المغربي المشارك هذه السنة، حيث شاهدنا أفلام مغربية للأسف لم يتم إختيارها، أعتقد أن إلتساقنا كمهرجان هو جيد جدا بالسينما المغربية، وربما أنشط سوق اليوم في الوطن العربي هو السوق المغربي في صناعة الأفلام، ليس فقط الأفلام المغربية بالتحديد ولكن كذلك بكمية الإنتاج من غير المغاربة الذين ينتجون في المغرب، فدائما نشاهد الكثيرمما يأتي من المغرب .