صوفية الصافي
احتضنت مساء الأربعاء 24 غشت 2016 جامعة القاضي عياض كلية الطب و الصيدلة بمراكش، حفل تأبين البروفيسور “طارق فكري” و الذي كان قيد حياته طبيبا جراحا بقسم العظام بالمركز الإستشفائي الجامعي و مديرا لمستشفى ابن طفيل، حيث تم تشييع جثمان الراحل ظهر اليوم نفسه بالمدينة الحمراء بمقبرة “دوار الفران” بشارع آسفي ، بحضور وزير الصحة: “الحسين الوردي”، المدير الجهوي لوزارة الصحة: “خالد الزنجاري”، هشام نجمي: “مدير المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس”، و مجموعة من الأطباء، ممرضين، أصدقاء، مرضى، و أقرباء.
الحفل كان فرصة لمجموعة من المقربين لراحل أن يدلو بشاهدة في حقه، و كذا التعريف بابن مدينة برشيد، حيث امتلأت القاعة عن آخرها و رغم الحر الشديد لم يبارح أحد مكانه حتى نهاية الحفل في جزءه الأول، أما الجزء الثاني فاحتضنه منزل الراحل.
الأستاذ فكري، كان الأخ، الصديق، الأب، المربي، كما صرح بذالك المقربين لراحل و منهم: “محمد الزطاتي” رئيس جمعية الأطباء الداخلين بمراكش، فتصريحه لجريدتنا جاء كالتالي: ” كانت علاقتي بالأستاذ فكري جد وطيدة، حيث كنا دائما نتشارك معه مشاكلنا داخل المستشفى، و ما كان يميزه هو أنه كان لا يطالبنا بإتباع الإتجاه الإداري، يعني في أي وقت يمكن أن تطرق بابه و تجده حاضرا لسماعك و إيجاد الحلول الناجعة لكل المشاكل.
جانب أخر جمع بيني و بين الدكتور فكري ألا و هو: علاقتي به على مستوى التعليم، علاقة الطالب بالأستاذ، فكان أول من حضرت له درسا عن الطب، حيث كسر القاعدة و لم يبقى مقيدا بمجاله أي ” جراحة العظام و المفاصل”، و كان الأساس بالنسبة للطلبة في حبهم لميدان الطب، فاختيار عميد الكلية للأستاذ فكري كأول أستاذ يستقبل الطلبة و يلقي أول درس لم يأتي عبثا، كان الكل يعرف أنه إنسان كفئ، و محبوب من جميع الطلبة، أقول الكل و أعني الكل، و الدليل على كلامي هو سفرنا نحن جمعية الأطباء الداخليين إلى باريس لرؤيته و الإطمئنان على حاله، مازاد من حبنا له بهته السفرة و تمنينا أن يعود بيننا ولكن لله ما أعطى و لله ما أخذ، و أكيد أنه سيبقى حيا في قلوبنا.
فمن خلال جريدتكم أوجه رسالة لطلبة الجدد الذين يريدون اتخاذ الطب كمهنة، هو التواصل مع الطلبة السابقين للبروفيسور فيكري لما لهم من رصيد معرفي بالميدان من خلال الراحل، و كذا التوجه صوب منزل عائلته الكريمة لما تحتويه من كتب قيمة، فأب الراحل أخبرنا أن منزله سيبقى مفتوحا في وجه كل من قصده”.
بروفيسور حسين غنان، طبيب مختص في جراحة الأعصاب، كان من بين الحضور بحفل التأبين، صرح لنا أنه فقد أستاذه الذي دعمه لسنوات طوال، حيث درسا معا بالبيضاء قبل المجيء لمراكش، و حسب تصريح الدكتور غنان، فالراحل لم يبخل عليه و لا على أصدقائه بمعلومة في يوم من الأيام، و كان السند القوي لهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خصوصا في مرحلة الإمتحانات، فكان ينسيهم الضغط الذي كانوا يعيشونه في تلك الفترة، و يختم الدكتور حسين تصريحه بالقول: “عمرنا ننساو خير البروفيسور طارق فكري علينا، و إنا لله و إنا إليه راجعون”.
و يذكر أن جامعة القاضي عياض كلية الطب و الصيدلة بمراكش، قررت تسمية إحدى مدرجاتها باسم: “طارق فيكري”، الذي كان و سيظل اسما لامعا في الميدان الطبي.
و بهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة جريدة “إزوران بريس” بالتعازي الحارة لأسرة الفقيد و لكل أصدقائه و أحبائه “و إنا لله و إنا إليه راجعون”.