أظهرت نتائج البحث الميداني الوطني الثاني حول الوصم والتمييز للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري في المغرب تحسُّنًا ملحوظًا في المؤشرات المتعلقة بالتعامل مع هذه الفئة في المجتمع خلال سنة 2022 مقارنة مع نتائج البحث الأول الذي أُجري سنة 2016.
وفقًا للبحث الذي أجرته مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بتعاون مع شركاء آخرين، فإن نسبة التحرش اللفظي بالأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري انخفضت من 18.1% إلى 5.6%. كما شهدت نسبة حرمانهم من الخدمات الصحية انخفاضًا ملحوظًا من 27.5% إلى 3.9%.
وشهدت علاقة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بأسرهم تحسنًا كبيرًا، حيث انخفضت نسبة “النبذ الأسري” من 15.3% إلى 2.7%. كما تحسنت قدرتهم على الولوج إلى سوق الشغل، حيث انخفضت نسبة رفض توظيفهم من 15% إلى 2.6%.
وفيما يتعلق بالاندماج الاجتماعي، تحسن مؤشر التهميش الاجتماعي، حيث انخفضت نسبته من 17.1% في 2016 إلى 2.5% في 2022. كما انخفضت نسبة “ابتزازهم” من 8.8% إلى 2.3%.
ومن حيث إفشاء حالة الإصابة، أظهرت نتائج البحث أن أعلى نسبة إفشاء لحالة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تمت من خلال الزوج/الشريك بنسبة 54%، تليها أفراد الأسرة بنسبة 51.2%، ثم الأطفال بنسبة 20.8%.
أما على مستوى المشاعر المرتبطة بالوصمة الداخلية، فقد أفاد 57.8% من المبحوثين بأنهم يشعرون بالخزي بسبب حملهم لفيروس نقص المناعة البشري، في حين يشعر 56% منهم بالذنب. وصرّح 37.5% بأنهم يعانون من العزلة عن أسرهم أو أصدقائهم، و28.3% قرروا عدم ربط علاقات جنسية.
أُجري هذا البحث الميداني في الفترة من يناير إلى مارس 2022 في عدة مدن مغربية مثل أكادير، الدار البيضاء، فاس، العيون، مراكش، الناظور، الرباط، آسفي، وطنجة. وقد تم تنسيق البحث بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، بما في ذلك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والشركاء الجمعويين، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشري في المغرب، وغيرهم.