تجاوز الخلافات السايسية مدخلا لتكريس الأمن ومواجهة الارهاب

إزوران

في اتصال هاتفي مع الباحث في العلوم الجنائية و الامنية عبد اللطيف بسكر حول استراتيجية مكافحة الإرهاب في الوقت الراهن ورهان تحقيق الأمن الدولي المشترك أجاب على أن الإرهاب يعتبر موضوع الساعة بامتياز؛ ومحور اهتمام وتتبع من لدن مختلف الفاعلين الدوليين والوطنيين، لما له من تأثير على الأمن والاستقرار على اعتبار أن مسألة الأمن لا ترتبط بدولة دون أخرى، فهو معطى مشترك بين دول العالم قاطبة تساهم في إحقاقه قبل أي اعتبار، وبالتالي وجب توثيق وتعزيز التعاون القضائي بين مختلف الدول فيما يتعلق بمكافحة الجريمة الارهابية خاصة تفعيل مختلف آليات التعاون القضائي انطلاقا من الشكاية الرسمية والمساعدة القانونية والقضائية مرورا بالإنابة القضائية الدولية والتسليم المراقب وانتهاء بنظام بتسليم المجرمين.

كما أشار الباحث الى أن التعاون القضائي لوحده غير كافي لتحقيق الأمن الدولي ولمكافحة الجريمة الإرهابية بل إنه لابد من رفع مستوى التعاون والتنسيق الأمني وتبادل المعلومات الأمنية بخصوص المخططات الارهابية، هذا وقد أكد الباحث على ضرورة تجاوز الخلافات السياسية بين الدول، لأنه وبكل وضوح فالخلايا الارهابية التي تنشط في منطقة الصحراء على مستوى الشريط الحدودي المغربي الجزائري مثلا تستغل هذه الثغرة المتعلقة بقضية الصحراء المغربية من أجل تقوية كيانها جاعلة بذلك منطقة الصحراء قاعدة لمختلف أنشطتها الارهابية بما فيها تخزين الأسلحة وصناعة المتفجرات وتجنيد عناصر جديدة ثم تدريب القياديين وغيرها من الأنشطة.

وأضاف أنه لابد من الاهتمام بالهاجس الأمني الدولي، لأن أساس التنمية بمختلف تشعباتها هو ضمان الأمن الذي لن يتأتى إلا عن طريق توحيد الجهود المبذولة لمواجهة الجريمة الارهابية سواء ذات الطابع الأمني أو القضائي وتجاوز الخلافات السياسية هو مدخلا لتكريس الأمن الدولي ومواجهة الارهاب.

وختم الباحث بضرورة انخراط الدولة الى جانب مكونات المجتمع المدني بشكل إيجابي في تكوين الأجيال الصاعدة والتركيز على الشباب لأنه وبكل صراحة نعد قنابل موقوتة في بعض المناطق النائية والتي تعتبر مرتع للتطرف بمختلف تجلياته، والمقاربة الامنية والزجرية رغم أنها أثبتت وبالملموس نجاعتها وفعاليتها إلا أنه يجب الارتكان الى مقاربة شمولية ترتكز على الوقاية التي لن تكلف أكثر، سوى الاهتمام بالطاقات الشابة وحصر كل ما من شأنه أن يجعلها عرضة للتطرف و الانحراف، على اعتبار أن الوقاية خير من العلاج.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد