المغرب : ناقوس خطر الهجرة السرية يدق

حسام سعودي

شهد المغرب في الآونة الأخيرة موجة هجرة سرية شملت يافعين وقاصرين من مختلف ربوع المملكة صوب – أرض الخلاص – أروبا وماجاورها.

وتتم هذه العملية عبر رحلة إلى تركية ومن تركيا إلى اليونان على متن زوارق الموت. ولبلوغ جزيرة ” ليسبوس” اليونانية ، يقطعون عشرات الكيلومترات في رحلة حتمية محفوفة بالمخاطر. ومن ” جزيرة ليسبوس” الى باقي الدول الأروبية تحت ستار ” لاجئين سورين” الشئ الذي يدفعنا الى التساؤل عن الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب الى تقديم أنفسهم وأرواحهم قربانا من أجل الوصول الى ( الفردوس المفقود والموعود ) بالرغم من العنصرية التي يتعرضون لها .؟

ما الذي يدفع شبانا الى اختبار الموت بدلا من العيش سالمين في بلدهم المغرب ؟ وفي المقابل كيف لشباب أن يعيش في بلاد نهبته الحكومات المتعاقبة وخذلته الأحزاب السياسية ، وفي غياب تام لأبسط مقومات الحياة الكريمة ؟

تتعدد أسباب ودوافع اقبال المغاربة على ركوب زوارق الموت ويمكننا حصرها في مايلي : أسباب اقتصادية ، اجتماعية ، وسياسية .

ان ضعف اقتصاد المغرب ، وغرقه في ديون بنك النقد الدولي أثقل كاهله وأصابه بالضعف والوهن والعجز ، وتراجع الأنشطة الاقتصادية وتضاءلت معه فرص الشغل ، ونتج عنه ذلك ارتفاع مهول في نسبة البطالة  ناهيك عن اخفاقات التنمية  والآفاق مسدودة.

في ظل تبني المغرب لسياسة التناوب المغشوش على السلطة بين الأحزاب السياسية زادت من تخلف المجتمع المغربي بينما حكومتنا الموقرة غارقة في التلاسنات الكلامية ورفع الضرائب وتفقير الطبقة الشعبية والتسابق على المناصب السياسية والادارية لتحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية ، غير آبهين بمستقبل فئة شابة نشيطة .
بالإضافة إلى ضعف التأطير الثقافي والسياسي الذي يمكن أن تلعبه هيئات المجتمع المدني ساهم بشكل واضح في القبول على الهجرة ناهيك عن العامل النفسي وما يحمله الشباب المغربي من تمثلات عن أروبا، فأوروبا بالنسبة للعديد منهم تعد بمثابة الفردوس المفقود والسبيل الوحيد للإنتهاء من متاهات البطالة والتشرد والتهميش.

ان ما تخلفه زوارق الموت من ماسي لايعد ولايحصى، مئات من الموتى وجب أن يدق له ناقوس الخطر، وأن تتأهب جميع الجهات المسِؤولة  الى وضع حد له ، ووضع حلول جدرية لحل المشكل من منبعه الأصلي.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد