حاورتها: صفاء آغا
خديجة السلامي : لا بد للمخرج أن يتحلى بالجرأة لتوصيل فكرته ورسالته للمشاهد في إطار إحترافي، وفوز الفيلم بجائزة المهر الإماراتي وهي الجائزة الكبرى للمهرجان، بحجم مهرجان دبي السينمائي هو إنتصار للمرأة العربية بإعتبار الفيلم لمخرجة عربية ويناقش قضية حساسة تخص الفتاة والمرأة العربية بصفة عامة .
إستطاع فيلم المخرجة اليمنية ” خديجة السلامي ” الظفر بالمهر الإماراتي وهي الجائزة الكبرى لمهرجان دبي السينمائي عن تجربتها الأولى في الفيلم الروائي الطويل ” نجوم بنت العاشرة ومطلقة، ” إزوران ” أجرت الحوار التالي مع مخرجة العمل أثناء تواجدها لتغطية فعاليات المهرجان مع الزميلة : صفاء أغا
س : ذ خديجة كيف جاءتك فكرة الفيلم الذي يطرح مثل هذه القضية داخل مجتمع محافظ يرفض تسليط الضوء على مثل هذه المواضيع التي يعتبرها شرف وحق عائلي لا يسمح بإشاعتها للعلن ؟
ج : هي الجرأة التي يجب أن يتحلى بها المخرج لتوصيل فكرته ورسالته للمشاهد في إطار إحترافي، و الجرأة عندي لم تكن وليدة هذا الفيلم بل هي موجودة من زمان في أفلامي الوثائقية حيث أنها كلها كانت تتطرق إلى مشاكل وإلى مواضيع حساسة فيما يتعلق بالمرأة ,لتأتي بعدها فكرة الفيلم الروائي الطويل بعد رحلة من الأفلام الوثائقية، فأحببت أن أطرح من خلاله فكرة الزواج المبكر التي نعاني منها جميعنا داخل مجتمعاتنا العربية وأنا أول واحدة عانيت منها، فلهذا كان من الواجب تقريب الصورة الحقيقية للمشاهد، لما يحصل من إنتهاك لحقوق الطفولة الناتجة عن تزويج الأطفال مبكرا ورميهم في عالم غير عالمهم .
س : ذ خديجة كيف تتوقعين ردة فعل المجتمع اليمني بعد خروج الفيلم للقاعات السينمائية في اليمن ومن مخرجة إمرأة كذلك ؟
ج : أعتقد أن تكون ردة فعل إيجابية على الأقل عند معظم الناس و أتمنى ذلك بشدة، ولكن الذي يهمني من صناعة هذا الفيلم بالدرجة الأولى هو أملي الكبير في أن تتبنى الحكومة اليمنية، قانونا أو ظهيرا يمنع تزويج الفتيات القاصرات في بلدنا و هذا لن يتسنى طبعا إلا بتسليط الضوء على الموضوع بمساعدة مختلف قوى المجتمع المدني اليمني والجمعيات الحقوقية المناهضة ضد إغتصاب طفولتنا لأن الزواج المبكر للفتيات القاصرات يعتبر إغتصاب لطفولتهن جسديا ونفسيا ومعنويا كذلك، لما له من أثر بعيد المدى يؤثر بشكل سلبي على مستقبلهن .
س : ذ خديجة كلمنا أكثر عن إحساسك بمشاركتك في مهرجان بحجم مهرجان دبي السينمائي، وفوزك بالجائزة الكبرى للمهرجان ؟
ج : أعتقد أن مهرجان دبي السينمائي الدولي من أهم المهرجانات الدولية في المنطقة العربية، ونحن في هذا المنضور كنا نفتقر إلى الدعم و التشجيع فهذا المهرجان يعتبر عاملا كبيرا لتحقيق الأهداف والمشاريع السينمائية، وهذا لدعمه المتواصل للشباب والشابات في مجال الإخراج وعمل الأفلام وتشجيعهم كذلك لتوصيل أفكارهم وإخرجها للنور، أما عن فوز فيلمي بالجائزة الكبرى للمهرجان بحجم مهرجان دبي السينمائي، طبعا هذا فخر لي ومسؤولية في نفس الوقت خصوصا لأي مخرج في تجربته السينمائية الأولى بالنسبة للفيلم الروائي الطويل، وهذا دليل على أن الفيلم نال إعجاب لجان التحكيم التي تضم أهم السيمائيين و المخرجين و أهم الصحفيين والنقاد السينمائيين والخبراء في صناعة السينما وهذا بالنسبة لي هو إنتصار للمرأة العربية بإعتبار الفيلم هو لمخرجة عربية ويناقش قضية حساسة تهم الفتاة والمرأة العربية بصفة عامة .
س : عرفنا أن أحداث الفيلم هي قصة واقعية حدثت في المجتمع اليمني، كيف تم إختيار الأبطال لتجسيد الشخصيات خصوصا الطفلة الصغيرة، علما أنها أول تجربة لهم في عالم التمثيل ؟
ج : في الحقيقة أنا إخترت الممثلين لأشكالهم وبعد ذلك تم تدريبهم لمدة شهر ونصف لأنه في اليمن لا توجد سينما كما يعرف الجميع ولا يوجد ممثلين محترفين، و بالتالي كانوا كل يوم يأتون عندي إلى البيت وأعمل على تدريبهم قبل التصوير النهائي، فكانوا في الأول يبالغون في أدائهم لكن مع التدريب المتواصل بدأوا يفهموا الشخصيات ويتقمصونها ويعيشونها بشكل أفضل، أما بالنسبة للطفلة الصغيرة ” نجوم ” فهي من العائلة لأنني إضطريت على ذلك، ولأنه كان من الصعب إختيار طفلة خارج النطاق العائلي طبعا لتمثل مثل هذا الدور، فبعد البحث داخل الوسط العائلي طبعا على طفلة بمواصفات ” نجوم ” وجدت هذه الطفلة ” ريم ” عمرها عشر سنوات وهذا هو السن الخطر الذي يزوجون فيه بناتهم، فجربتها وعملت على تدريبها كذلك لتعلب هذا الدور وهو الشخصية المحورية في الفيلم كما تعرفون .
س : “نجوم طفلة بنت العاشرة ومطلقة ” كيف إستوحت عنوان الفيلم ؟
ج : حقيقة هو عنوان ” نجوم طفلة بنت العاشرة ومطلقة ” هو في الأصل كتاب خرج للأسواق تحت عنوان ” نجود طفلة بنت العاشرة ومطلقة ” عن هذه الطفلة ذات العشر سنوات التي تم تزويجها في هذا السن مبكرا من أهلها، لأغير الإسم الأول من العنوان ” نجوم ” بدل إسم ” نجود ” حسب ما تطلبه رؤية مخرج العمل، بعد ما قمت بشراء حقوق الكتاب لتحويله لفيلم سينمائي يخاطب قضية مهمة وخطيرة في المجتمع اليمني خاصة والعربي والعالمي بصفة عامة .
س : ذ خديجة في أي البلدان سوف يتم توزيع و تسويق الفيلم لاحقا، وماهي المهرجات القادمة التي سوف يشارك فيها الفيلم ؟
ج : بالنسبة لي طبعا أحب أن يعرض الفيلم في كل مكان في الوطن العربي وأن يشارك في أكثر من مهرجان سواء عربي أو دولي، لأن هناك أكثر من 80 مليون إمرأة تعانين من معظلة تزويجهن مبكرا دون سن 18 سنة، أي تحت السن القانوني للزواج، حقيقة أن القصة تحكى في دولة اليمن، لكنها تمثل كل النساء في كل مكان في العالم، لذا فتواجد و مشاركة الفيلم في المهرجانات يساعد وبشكل كبير ومهم في توصيل فكرة الفيلم لأكبر شريحة من المجتمع حول العالم .