صوفية الصافي ..
نداء بلا مجيب، و ثدي بلا حليب، يمثل ذلك الجرح الذي تصنعه أنت أيها الرجل.
اليوم جربت ان أرفع قلمي و أكتب من جديد و أنا مشتاقة جدا لهذه “الرفعة”، حيث مضى وقت طويل لم أكتب فيه شيئا، وقت حملتّه بين ضلوعي الكثير من الأمور! منها الايجابية و السلبية، الحلوة و المرة، و لكن أهمها هو دخولي كما يقال في المثل العامي “قفص الزوجية”، ثم أصبحت بعد ذلك من مؤيدي هذا القول حتى نسيت نفسي ونسيته ! ساتخدث بلغة البوح العلني وليس السري !
لا أدري إن كان بالأمر الصائب و الجيد أن يتزوج الشخص و يصبح مكسور الجناح بشكل أو بآخر، ربما قد يكون الزواج هو “تكملة الدين” إن صح القول، و لكن للأسف ( ناس الماضي ) ليس هم (أناس هذا الزمن ).
هو موضوع يصعب الحديث فيه، لأنه جدا متشعب، وشائك وما يزيد الطين بله فيه هو:
فكرة الزواج بالنسبة لمجتمعاتنا العربية بصفة عامة و المغربية بخاصة..
حتى كثرت الأقوال و الأمثال الشعبية في هذا الجانب خصوصا بالنسبة للفتاة الشابة : “سيري تزوجي سيييري”، “أش عندك ماديري بشي قرايا كاع” “ديها فراجلك”، مما جعل من (الزوج) ذلك التمثال “المقدس” الذي يفرض على المرأة أن تخضع له و “تقدسه” و تنحني أمامه في كل وقت و حين..
صحيح أن الله تعالى أعطاه مكانة كبيرة و محترمة وأوجب على الزوجة احترام زوجها و تقديره، و لكن هذه المكانة التي أعطاها الله له، جعلت من بعض الرجال ” عنترة عصرهم” أصبحوا كمن كذب كذبة على الناس و أصبح هو أول من صدقها..
وأسفاه على ما أصبح عليه اليوم رجال المجتمع العربي’ الذين استخدموا سلطتهم و مناصبهم لإضعاف المرأة و جعلوها دائما أسفل سافلين في مجتمعهم الذكوري هذا..
فالمناصب العليا للرجل، الراتب الباهظ للرجل، الأكل الشهي للرجل، اللباس و اختيار الألوان هي من مهام الرجل، كل ما هو في مصلحتهم يصبح قانون تخضع له النساء، حتى باتت ظهور الأنانية بشكل واضح في حياة كل الرجال بدون استثناء حينما يجعل من المرأة ضعيفة و فاقدة للثقة بنفسها…
لكن السؤال الذي يفرض نفسه و بقوة اليوم:
الى متى سيظل هدا الرجل ينفخ ريشه على هذه المرأة التي هي من المفترض ان تكون نصفه الأخر ويتعامل معها معاملة حسنة ؟
هو مخلوق كجميع المخلوقات,كما أعطاه الله مهمة ألاحترام والاهتمام, لابد من رعاية المراةو العناية فيها واحترامها ايضا …
إلا أن كل من هؤلاء ( الرجال ) يستخدم هذه “القوة”والسيطرة الذكورية بطريقته الخاصة:حسب: ” أنت تأمرين بتنفيذ هذا الامر ! وتعملين كذا الى اخره من الاوامر ! علما ان “الأمر لله تعالى”، و أنت من يفرض عليك هذا وذاك، و أنت من يختار، جمل تتكرر، وتتكرر، وفي الأخير تدور العجلة و تعود لمطرح البداية:
أهو حلم يصبح خرافة؟
أم هي حلاوة تتحول إلى مرارة؟؟
و من حلاوة تلك الفتاة التي تحب صديقها و تتمنى أن يأتي اليوم الذي ستكون بجانبه و تكون سيدة بيتها، إلى مرارة قاسية ومملة تصبح فيها عبارة عن محطة للاستراحة، و وسادة للراحة، و أريكة للنوم!!وهكذا ….
هو حلم يتبخر سرعان ما تدخل الى هذا “العش”!
لا أنكر أن هناك لحظات جميلة، لا يمكن نسيانها و لكنها سرعان ما تتبخر و تعود الرياح أدراجها لتأخذ الاتجاه المعاكس و تسافر عكس التيار!
أما الفظيع هو أن كانت هذه المرأة تحلم أنها ستصبح فردا من عائلة زوجها!
تلك هي الكارثة ياربي!
حلم زهري لا تستفيق منه إلا حينما تصفع بأيادي حديدية، أو بأصابع من الشوك، كل شوكة تحمل بين أسنانها سما يصعب اقتلاعه! حتى و إن أرادت المرأة أن تتخلص منه، يكون الوقت فات ومضى الزمن هاربا بعيدا اي بمعنى “فات”، حينها تحل النهاية قبل البداية !!
مرة اخرى …
أجدني اليوم ارى هذه الحالة كأنها مرض السرطان في مراحله المتقدمة وقد انتشر و تمكن من كل أعضاء الجسم، و النتيجة تصبح المرأة فيه مجبرة على تمثيل دور المهرج و لعب دور العروس في مسرح العرائس..
و يتوجب علىيها ان لاتفارق شفتيها الابتسامة لكي لا تلفت الانتباه و تخلق الحزن في أعماق المقربين منها ومن يجيبوها بالصحيح.. في حين تتمزق هي من الداخل في الثانية الف مرة ومرة، لا احد يشعر بها سوى الله تعالى!
حتى تظل تنتظر ساعة توديعها هذا العالم المخيف المنحط ! عالم لا يظم إلا الأشباح “المظلمة”في حقيقة (المذكر ) المرة !
انهم أشباح في صيغة رجال ..
انا هنا لا انكب على الرجل او الذكر بصفة خاصة ولا اريد ان أوصفه كسيء مائة في المائة..
لا ابدا فهناك بالمقابل امرأة فضيعة في سلوكها وتصرفاتها ايضا هي سلبية نتيجة الظروف التي تعيشها من قساوة ومرارة وأضطهاد من قبل المجتمع ..
لكن حصة الأسد في حديثي هذا هي من نصيب الرجل، لان مجتمعنا ذكوري وكل شيئ بيد الرجل !
ماذا بك أيها الرجل؟؟
لماذا تصبح ايها الرجل ناكرا للجميل بين (ضحية وعشيتها )، انا لم أخطئ العبارة أعي ما اقول أنها بين (عشية و ضحاها)..
و لكن حالكم اليوم، حالكم المقلوب يجعل من العبارات : ان تكون عبارات مقلوبة!
أسئلة هي كثيرة في الدماغ.. جارحة في القلب.. ثقيلة في اللسان.. لكنها خفيفة على إسماعكم و لا أجوبة لها.
رأسا على عقب.. لا تكونين أنت السبب؟؟
سأجيبك بكل صراحة ووضوح:
لا تجعل مني حذائك تلبسه وقتما شئت و تخلعه وقتما أحببت!!
سأكون لك اقرب من روحك!!
هل جربت وان استخدمت كلمة أحترام حاملة لمعاني كثيرة من دون ان يؤخذ منها ما يناسب وضعيتك و يجعل من قواك صاعقة تدمر ما أمامها و ما ورائها؟؟؟
نداء بلا مجيب، و ثدي بلا حليب، يمثل ذلك الجرح الذي تصنعه أنت أيها الرجل.
اتمنى عليك ان تراجع نفسك، وان ترتب أوراقك، فكلها مبعثرة!
لا تقل لي اصبري!
اعرف ان الصبر مفتاح الفرج ..
لكن دعني اقول لك : انه كالصبر مذاقه مر.. وعواقبه التي ربما تكون كالعسل وهي تبقى في علم الغيب..هل يحييني الله تعالى إلى ذلك الحين الذي سيثمر فيه ذاك الصبر أم لا؟؟
لا تجعل من وقوفي بجانبك و رعايتي و تقديري لك ضعفا!
أبدا أبدا أبدا.. فأنا لست هكذا .
اقولها لك مرة اخرى واخرى :
أفق أيها الرجل !!
فانا قوية بحجم قوتك أو أكثر، و هذا ليس غرور ابدا، لكني فقط و لأول مرة اقول لك أن ذلك المخلوق الذي يقال عنه هو : ” ضلع اعوج” يمكن أن يصنع المعجزات في زمن اختفت فيه المعجزات.
شيء اخر بودي ان اقوله اليك : هناك أشياء لا يمكن أن تكتمل إلا بوجودك فيها.
لكن إن اقتضى الآمر بخلاف ذلك سأقوم بها لوحدي انا.. و لن انظر خلفي مهما كانت الظروف..
بالرغم من الامر ليس بالسهل او الهين .. لكن لا تستخف بالقوة التي املكها بداخلي.. لانك لم ترها بعد..
تحبني، تعشقني، تحترمني، تغار علي، ترعاني، أمور اقدرها فيك جدا لانني انثى ومن حقي هذا .
لكن لا تنتظر من عندي اي شيء بالمقابل .. أي بعبارة أخرى، لا يكون الثمن هو ذلي و إهانتي وان ارضخ اليك بشكل اعمى لأوامرك.
اقول لك مرة اخرى …
لا تضغط علي فالضغط يولد الانفجار.
هيئ لي الطريق السليمة.
ودعني احضر إليك، لربما فوجئت بالنتائج.
هي رسالة إليك أيها الرجل. فانا احبك حتى الجنون، فلا تدع جنوني ينقلب إلى جنون فعلي وحقيقي.
لا أريد فقدانك و لا خسارتك، فلا تخسرني بدون سبب.
تقبل تحياتي و تقديري و تمنياتي لك بالتوفيق إنشاء الله.
التفكير بعقل سليم و التروي قبل اتخاذ أي قرار احمق قبل فوات الأوان..
أجمع ما يمكن جمعه ولملم اشياؤك بهدوء و السلام عليك.
إمضاء :
فتاة الأحلام المبخرة